ويرى خليفة بن خياط: أن عتبة بن غزوان فتح البصرة وكانت تسمى آنذاك (الأبلّة) سنة (١٤ هـ) ثم عبر الفرات أو غزاها والذي افتتح الفرات هو مجاشع بن مسعود بولاية عتبة إياه ... ويذكر خليفة هذا الخبر نقلًا عن علي بن محمد المدائني عن بعض أشياخه (تأريخ خليفة / ١٢٧). ٢ - أما الطبري فقد ذهب إلى ما ذهب إليه خليفة من قبله؛ أي: أن البصرة فتحت سنة (١٤ هـ) ولقد ذكرنا رواياته هذه في قسم الصحيح من خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه فراجعها هناك. ٣ - أما البلاذري فهو يرى أن عتبة بن غزوان بدأ بناء مساكن البصرة ومسجدها سنة (١٤ هـ) بأمر من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويذكر هذا الخبر من طريق شيخه علي بن المغيرة الأثرم عن أبي عبيدة (فتوح البلدان / ٤٨٣). ٤ - أما الخطيب البغدادي فقد نحى منحىً آخر في إثبات السنة التي فيها بُنيت البصرة فهو يبحث في وفاة أمير البصرة (عتبة بن غزوان) ومدة ولايته ومن ثم يرجّح متى كان البدء ببناء البصرة. فالخطيب أخرج عدة روايات منها ما أخرجه بسنده إلى عمرو بن علي: أنه قال: مات عتبة سنة سبع عشرة، قدم المدينة في الهجرة وهو ابن أربعين سنة فتوفي وهو ابن سبع وخمسين (تاريخ بغداد ١/ ١٥٦) وأخرج بسنده إلى أبي بكر بن البرقي قال: ومات عتبة بن غزوان بطريق البصرة سنة سبع عشرة ويقال عشرين، وهو الذي مصّر البصرة واختط بها المنازل وبنى مسجدها بقصب وهو الذي افتتح الأبلة، وكانت ولايته بالبصرة ستة أشهر ولاه إياها عمر بن الخطاب (تأريخ بغداد / ١٥٧). ثم أبدى الخطيب رأيه في هذه المسألة بعد سرده لروايات عدة. (قائلًا): والأشبه بالصواب أن عتبة مات سنة سبع عشرة لأن المدائن فتحت سنة سنة عشرة ثم مُصّرت البصرة بعد ذلك ونزلها المسلمون على ما شرحناه فيما تقدم، وعتبة أول من اختطها وسكنها، فالله أعلم (تأريخ بغداد ١/ ١٥٧). قلنا: وكذلك يوافق رأي يعقوب بن سفيان رأي الخطيب في أن عتبة بن غزوان توفي بالبصرة سنة سبع عشرة (المعرفة والتأريخ ٣/ ٣٠٥). ولا بأس هنا أن نستذكر ما رجحه الطبري في تأريخه عندما ردّ روايات سيف التأريخية التي ذكرت أن فتح الأبلّة على يد خالد، فقال (الطبري) رحمه الله: وهذه القصة في أمر الأبلة وفتحها خلاف ما يعرفه أهل السير، وخلاف ما جاءت به الآثار الصحاح، وإنما كان فتح الأبلة أيام عمر رحمه الله، وعلى يد عتبة بن غزوان في سنة أربع عشرة من الهجرة (تأريخ الطبري ٣/ ٣٥٠). ولكن الطبري رحمه الله لم يرجح متى بدأ عتبة بن غزوان بتمصير البصرة -. =