حدّثني عمرُ، قال: حدّثني عليّ بنُ محمد، قال: لما خَلّط حمزةُ بالبصرة وظهر منه ما ظهر، وهَمَّ بعبد العزيز بن بِشْر أن يضربَه؛ كتب الأحنف إلى ابن الزبير بذلك، وسأله أن يعيد مُصعبًا، قال: وحمزة الذي عقد لعبد الله بن عُمير الليثيّ على قتال النّجدية بالبَحْرين. (٦/ ١١٧).
حدّثني عمرُ، قال: حدّثنا عليّ بن محمد، قال: لما عزل ابن الزّبير حمزةَ احتَمَل مالًا كثيرًا من مال البصرة، فعَرَض له مالكُ بن مِسْمَع، فقال: لا ندعك تَخرج بأعْطياتِنا، فضمِن له عُبيدُ الله بنُ عُبيدِ بنِ مَعمرَ العطاءَ، فكَفّ، وشخص حمزةُ بالمال، فترك أباه وأتى المدينة، فأودَع ذلك المال رجالًا، فذَهبوا به إلّا يهوديًّا كان أودَعه فوَفَى له، وعَلِم ابنُ الزّبير بما صنع، فقال: أبعَده الله! أردتُ أن أباهيَ به بني مَرْوان فنَكَص. (٦/ ١١٨).
وأمّا هشام بنُ محمد فإنه ذكر عن أبي مخنف في أمر مُصعَب وعزلِ أخيه إيّاه عن البَصْرة ورَدِّه إياه إليها غَيرَ هذه القصَّة، والذِي ذكر من ذلك عنه في سياق خبر حُدّثتُ به عنه، عن أبي المُخارِقِ الرّاسبيّ، أنّ مُصعَبًا لما ظَهَر على الكُوفة أقامَ بها سنة معزولًا عن البصرة، عزله عنها عبدُ الله، وبعث ابنَه حمزَة، فمَكَث بذلك سنة؛ ثمّ إنه وَفد على أخيه عبد الله بمكة، فردّه على البَصْرة.
وقيل: إنّ مصعبًا لما فرغ من أمرِ المُختار انصَرَف إلى البصرة وولّى الكوفةَ الحارث بنَ عبد الله بن أبي ربيعة، قال: وقال محمد بنُ عمر: لما قتل مُصعبٌ المختارَ ملكَ الكوفة والبصرة (١). (٦/ ١١٨).
وحَجّ بالناس في هذه السنة عبد لله بنُ الزّبير، وكان عامِلَه على الكُوفة مصعبٌ، وقد ذكرتُ اختلاف أهلِ السيَر في العامل على البصرة.
وكان على قضاء الكُوفة عبدُ الله بن عُتبةَ بن مسعود، وعلى قَضاء البَصْرة هِشامُ بنُ هُبيرة، وبالشام عبدُ الملك بن مَرْوان.
وكان على خُراسان عبد الله بنُ خازم السُّلميّ. (٦/ ١١٨).
(١) في إسنادها هشام بن محمد بن السائب الكلبي الكذاب المتروك.