للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوك. [ذكر الخبر عن غزوة تبوك] (١).

٢٧٣ - ثم إنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جَدَّ في سفره، فأمر الناس بالجهاز والانكماش، وحضَّ أهل الغنَى على النفقة والحُمْلان في سبيل الله، ورغَّبهم في ذلك، فحمل رجال من أهل الغنى فاحتسبوا، وأنفق عثمان بن عفان في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحدٌ أعظمَ من نفقته (٢). (٣: ١٠٢).

٢٧٤ - قال ابن إسحاق: وخلّف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليّ بن أبي طالب على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، واستخلَف على المدينة سِبَاع بن عُرْفُطَة، أخا بني غِفار، فأرجف المنافقون بعليّ بن أبي طالب، وقالوا: ما خَلّفه إلا استثقالًا له، وتخفّفًا منه. فلما قال ذلك المنافقون، أخذ عليٌّ سلاحَه ثم خرج حتى أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالجُرف فقال: يا نبيّ الله؛ زعم المنافقون أنّك إنّما خَلّفتَني؛ أنك استثقلتَني وتخفَّفتَ منّي! فقال: كذبوا، ولكني إنما خلّفتُك لما ورائي، فارجع فاخلُفْني في أهلي وأهلك؛ أفلا ترضَى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؛ إلّا


= فإن فيهم الكبير والصغير والسقيم والبعيد وذا الحاجة) اهـ وحديث عثمان بن أبي العاص أخرجه أحمد (٤/ ٢١٧) والله تعالى أعلم.
(١) ٣/ ١٠٠ قال الحافظ في الفتح (٨/ ١١١) كانت غزوة تبوك في شهر رجب من سنة تسع قبل حجة الوداع بلا خلاف. اهـ.
(٢) أخرج الحاكم في المستدرك عن عبد الرحمن بن سمرة قال: (جاء عثمان رضي الله عنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار حين جهز جيش العسرة ففرغها عثمان في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فجعل النبي يقلبها ويقول: ما ضر ما عمل بعد هذا اليوم. قالها مرارًا).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ١٠٢).
والحديث أخرجه الترمذي في سننه (باب مناقب عثمان بن عفان / ح ٣٧٠١) وأحمد (٥/ ٦٣) والله أعلم.
وأما حثه - صلى الله عليه وسلم - أصحابه على النفقة في سبيل الله وتجهيز جيش العسرة فقد جاء في صحيح البخاري / كتاب الوصايا / باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا من حديث أبي عبد الرحمن أن عثمان رضي الله عنه حين حوصر ... الحديث وفيه: (ألستم تعلمون أنه قال: من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزتهم قال: فصدقوه بما قال).

<<  <  ج: ص:  >  >>