للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحيلة، ووعدهم ليلة، سمّاها لهم في فتح الباب، فلما كان في تلك الليلة فتح لهم، فقتلوا من فيها من المقاتلة، وسبَوا الذراريّ، وظُفر بالبحتريّة، وهي أم منصور بن المهدي، وأمّها باكند بنت الإصبهبذ الأصمّ -وليس بالإصبهبذ الملك؛ ذاك أخو باكند- وظفر بشَكْلة أم إبراهيم بن المهديّ، وهي بنت خونادان قَهرمان المصمُغان، فمصّ الإصبهبذ خاتمًا له فيه سمّ فقتل نفسه، وقد قيل: إن دخول رَوح بن حاتم وخازم بن خزيمة طَبَرستان كان في سنة ثلاث وأربعين ومئة (١).

وفي هذه السنة بني المنصور لأهل البصرة قبْلتهم التي يصلون إليها في عيدهم بالحمّان، وولى بناءه سلمة بن سعيد بن جابر، وهو يومئذ على الفُرات والأبُلَّة من قِبَل أبي جعفر، وصام أبو جعفر شهر رمضان، وصلى بها يوم الفطر (٢).

وفيها تُوُفّي سليمان بن عليّ بن عبد الله بالبَصْرة ليلة السبت لتسع بقين من جمادى الآخرة، وهو ابن تسع وخمسين سنة، وصلّى عليه عبد الصمد بن عليّ (٣).

وفيها عُزِل عن مصر نوفل بن الفرات، ووليها محمد بن الأشعث، ثم عُزل


(١) قال البسوي: وفي هذه السنة نقض أهل طبرستان العهد وقتلوا من فيها من المسلمين فتوجه إليهم خازم بن خزيمة وروح بن حاتم ومعهم أبو الخصيب فحاصروا طبرستان وطال مقامهم فقال أبو الخصيب: اجلدوا ظهري واحلقوا رأسي ولحيتي ففعلوا به، ولحق بأصبهذ فأمنه وأكرمه ووكله بحفظ الباب، ففتح للمسلمين الباب في بعض الليالي فدخلوا المدينة فقتلوا من بها وسبوا الذرية، ومصَّ الإصبهذ خاتمًا له فيه سمٌّ فمات إلى النار. [المعرفة / ١/ ١١].
(٢) قال البسوي وفيها (أي: ١٤٢ هـ) صام أبو جعفر بالبصرة وصلى بهم العيد [المعرفة / ١/ ١١] وقال خليفة وفيها قدم المنصور أمير المؤمنين أبو جعفر البصرة فنزل عسكره بجسر الأكبر وأقام الحج إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس [تأريخ خليفة / ٢٧٥].
أي أن الثلاثة اتفقوا على هذا الخبر (صلاة أبي جعفر بالبصرة صلاة العيد سنة ١٤٢ هـ).
(٣) وكذلك قال البسوي: وفيها توفي سليمان بن علي بالبصرة ليلة السبت لسبع بقين من جمادى الآخرة، وقد شارف الستين وصلى عليه عبد الصمد بن علي [المعرفة والتأريخ ١/ ١١].

<<  <  ج: ص:  >  >>