الذين تألّفهم سليمان بالرّيّ، ولم تكن أسماؤهم في ديوان السلطان بالعراف، ولا أمِر سُليمان فيهم بشيء؛ وكانت السنّة فيهم أن يقام لمن قدم معه من خراسان بالعراق حسب ما يُقام بخُراسان لنظرائهم من مال ضياع وَرَثة ذي اليمينين ويكتب بذلك إلى خُراسان ليُعارض الوَرثة هناك من مال العامة" بدل ما كان دُفع من مالهم بالعراق، فلما قدم سُليمان بن عبد الله العراق، وجد بيت مال الوَرَثة فارغًا وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر قد تقدّم عندما صحّ عنده من الخبر بتصيير الأمر فيما كان يتوّلاه إلى أخيه سليمان بن عبد الله؛ فأخذ ما كان حاصلًا لورثة أبيه وجدّه في بيت مالهم، واستسلف على ما لم يرتفع، وتعجّل من المتقبّلين أموال نجوم لم تحلّ حتى استنظفت ذلك أجمع، وشخص فأقام بالجُوَيْث في شرقيّ دِجْلة، ثم عَبَر حتى صار في غربيّها، فضاقت بسليمان الدّنيا، ولحرّك الشاكرية والجُند في طلب الأرزاق، وكتب سليمان إلى أبي عبد الله المعتزّ بذلك وقدَّر أمر مالهم، وأدخل في المال تقدير القادمين معه؛ ووجّه محمد بن عيسى بن عبد الرحمن الكاتب الخراساني كاتبه في ذلك، فأجيب بعد مناظرات إلى أن سُبِّبَ له على عمال السَّواد مالٌ صودر عليه لطمع مَنْ بمدينة السلام وشِحَنِ السواد لا يقوم بما يجب للنائبة فضلًا عن القادمين مع النائبة؛ فلم يتهيّأ لسُليمان الوصولُ إلى شيء من المال، وقدم ابنُ أوس والصعاليك وأصحابه، فقصّر المال عنه وعمن كان يقدّر وصوله إليه من النائبة، فوقفوا على ذلك وعلى السبب المضرّ بهم فيه، وكان القادمون مع سليمان من الصَّعاليك وغيرهم لما قدِموا بغداد أساؤوا المجاورة لأهلها، وجاهروا بالفاحشة وتعرَّضوا للحُرَم والعبيد والغِلْمان، وعادوْهم لمكانهم من السلطان؛ حتى امتلؤوا عليهم غيظًا وحَنقًا، وقد كان سليمان بن عبد الله وحَرَ على الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن رزيق؛ لمكانه من عُبيد الله بن عبد الله [بن طاهر] ونصرته له وكفايته وانصرافه عن سليمان وأسبابه، فلما انصرف الحسين بن إسماعيل إلى بغداد بعقب ما كان يتولّاه لعبيد الله من أمر الجند والشاكرية، فحبس كاتبه في المطبَق وحاجبه في سجن باب الشام، ووكّل بباب الحسين بن إسماعيل جندًا من قِبَل إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم؛ لأنّ سليمان ولَّى إبراهيم ما كان الحسين بن إسماعيل يتولّاه لعبيد الله من أمر جسرَيْ بغداد وطساسيج قطربُلّ ومسكن والأنبار؛ فلما حدث ما حدث من بيعة المهتدي وشَغَب الجند والشاكرية بمدينة