للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السّلميّ حدثه عن أبيه، قال: كان بُكير بن ماهان كاتبًا لبعض عمّال السند، فقدمها، فاجتمعوا بالكوفة في دار، فغُمِز بهم فأخذوا، فحبس بكير وخُلِّي عن الباقين، وفي الحبس يونس أبو عاصم وعيسي بن معقل العجليّ، ومعه أبو مسلم يخدُمه، فدعاهم بُكير فأجابوه إلى رأيه، فقال لعيسي بن معقل: ما هذا الغلام؟ قال: مملوك، قال: تبيعه؟ قال: هو لك، قال: أحبّ أن تأخذ ثمنه، قال: هو لك بما شئت؛ فأعطاه أربعمئة درهم، ثم أُخْرِجوا من السجن، فبعث به إلى إبراهيم فدفعه إبراهيم إلى أبي موسي السراج، فسمع منه وحفظ، ثم صار إلى أن اختلف إلى خراسان (١).

وقال غيره: توجّه سليمان بن كئير ومالك بن الهْيثم ولاهز بن قريظ، وقَحطبة بن شَبيب من خراسان، وهم يريدون مكة في سنة أربع وعشرين ومئة، فلما دخلوا الكوفة أتوْا عاصم بن يونس العِجليّ؛ وهو في الحبس، قد اتُّهم بالدّعاء إلى ولد العباس، ومعه عيسي وإدريس ابنا معقل؛ حبسهما يوسف بن عمر فيمن حبس من عُمّال خالد بن عبد الله، ومعهما أبو مسلم يخدُمهما؛ فرأوْا فيه العلامات، فقالوا: مَن هذا؟ قالوا: غلام معنا من السَّراجين -وقد كان أبو مسلم يسمع عيسي وإدريس يتكلمان في هذا الرأي فإذا سمعهما بكي- فلما أروا ذلك منه دعوْه إلى ما هم عليه، فأجاب وقبِل.

وفي هذه السنة غزا سليمان بن هشام الصائفة، فلقي أليون ملك الروم فسلم وغنم (٢).

وفيها مات -في قول الواقديّ- محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس (٣). [٧/ ١٩٨ - ١٩٩].

وحجّ في هذه السنة عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك معه امرأته أم سلمة بنت هشام بن عبد الملك.

وذكر محمد بن عمر أن يزيد مولى أبي الزّناد حدّثه، قال: رأيت محمد بن


(١) في إسناده مجهول والله أعلم والخبر ذكره فيما سبق تبعًا للطبري [البداية والنهاية ٧/ ٢١٠].
(٢) انظر البداية والنهاية (٧/ ٢١٠).
(٣) قال ابن كثير والصحيح أنه توفي في التي بعدها [البداية والنهاية ٧/ ٢١٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>