وأخرج أحمد في فضائل الصحابة (١/ ٤٥٢) وابن سعد في طبقاته (٣/ ١٠٣) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: رأيت عليًّا رافعًا حضينه يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان! وأخرج أبو نعيم في كتاب الإمامة (٣٢٩ / ح ١٣٨) عن قيس بن عباد قال: سمعت عليًّا رضي الله عنه يوم الجمل يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان رضي الله عنه، ولقد طاش عقلي يوم قتلٍ، وانكسرت نفسي، وجاؤوني للبيعة فقلت: والله إني لأستحي من الله تعالى أن أبايع قومًا قتلوا رجلًا قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة. وإني لأستحي من الله تعالى أن أبايع وعثمان قتيل على وجه الأرض لم يدفن بعد - وأخرجه الحاكم كذلك عن قيس بن عباد وزاد فيه: فانصرفوا فلما دفن رجع الناس فسألوني البيعة فقلت: اللهم إني مشفق مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعت فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين! فكأنما صدع قلبي وقلت: اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى. قال الحاكم (المستدرك ٣/ ٩٥): هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، ولقد بيّن الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية أن الحافظ ابن عساكر اعتنى بجمع هذه الأحاديث ثم قال ابن كثير: ولقد نهى عنه (أي نهى عن المشاركة في الفتنة أيام عثمان) فلم يسمعوا منه، ثبت ذلك عنه من طريق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث ولله الحمد والمنة. (البداية والنهاية ٧/ ١٩٣). ٢ - الزبير بن العوام: أكدت كتب الحديث أن زبيرًا رضي الله عنه كان يتألم بعد مقتل عثمان لأنه لم يقف في وجه الخارجين عليه، فكان يرى نفسه مقصرًا في حق عثمان. فقد أخرج الحافظ أبو نعيم عن حكيم بن جابر قال: قال طلحة يوم الجمل: اللهم إن كنا أدهنا في أمر عثمان رضي الله عنه وإنا لا نجد من الممانعة، اللهم فخذ لعثمان مني حتى ترضى! (الإمامة / ٣٢٧ / ح ١٣٤). وأخرج ابن عساكر في تأريخ دمشق (٤٤٧) أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لما أتاه الخبر بمقتل عثمان وكان قد خرج من المدينة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله عثمان! =