للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشر، ورجل من بني سُلَيم حليفٌ لهم، ورجلٌ من بني كنانة حليفٌ لهم، وابن عمر بن زياد.

قال: وحدّثني سعد بن عبيدة، قال: إنا لمستنقعون في الماء مع عمر بن سعد، إذ أتاه رجل فسارَّه وقال له: قد بعث إليك ابن زياد جُوَيرَيةَ بن بدر التميميّ، وأمرَه إن لم تقاتل القومَ أن يضربَ عُنقَك؛ قال: فوثب إلى فرسه فركبه، ثم دعا سلاحه فلبسه، وإنه على فرسه، فنهض بالناس إليهم فقاتَلوهم، فجيء برأس الحسين إلى ابن زياد، فوُضع بين يديه، فجعل يَنكُت بقضيبه، ويقول: إنّ أبا عبد الله قد كان شمِط؛ قال: وجيء بنسائه وبناته وأهله، وكان أحسن شيء صنعَه أن أمر لهنّ بمنزل في مكان معتزل، وأجرَى عليهنّ رزقًا، وأمر لهنّ بنفقة وكسوة. قال: فانطلق غلامان منهم لعبد الله بن جعفر -أو ابن ابن جعفر - فأتيَا رجلًا من طيِّيء فلجآ إليه، فضرب أعناقهما، وجاء برؤوسهما حتى وضعهما بين يدي ابن زياد؛ قال: فهمّ بضرب عنقه، وأمر بداره فهدمت.

قال: وحدّثني مولى لمعاوية بن أبي سُفْيان قال: لما أتِيَ يزيد برأس الحسين فوضع بين يديه، قال: رأيته يبكي، وقال: لو كان بينه وبينه رحم ما فعل هذا (١).


(١) ورجال إسناد الطبري هنا ثقات، وأغلب المتن موصول خلا ما ذكره الحصين مرسلًا (٥/ ٣٩١) في بداية الرواية وكذلك ما ذكر أثناء الرواية وهو قوله: وذكر أن زهير بن القين البجلي لقي الحسين وكان حاجًّا فأقبل معه وخرج إليه ابن أبي بحرية المرادي ورجلان آخران وعمرو بن الحجاج ومعن السلمي، قال الحصين وقد رأيتهما (٥/ ٣٩٢).
وكذلك روى الحصين السطرين الأخيرين عن مولى لمعاوية أبهم اسمه والله أعلم، وانظر البداية والنهاية (٣/ ٣٨٣).
وأخرج أبو زرعة بهذا الإسناد فقال: حدثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد بن العوام عن حصين قال: أدركت من مقتل الحسين قال: فحدثني سعد بن عبيدة قال: فرأيت الحسين وعليه جبَّة برود ورماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم فنظرت إلى السهم معلقًا بجبته. [البداية والنهاية (٦/ ٣٨٢)].
قلنا: ولا نجد في رواية الطبري هذه من المبالغات التي ذكرها أبو مخنف في رواياته الملفقة المليئة بالحشو والكذب وحتى رواية الطبري حين تكون مرسلة (عن الحصين فقط) ففيها غرابة أو نكارة وعندما يرويها الحصين موصولة (عن سعد بن عبيدة أو هلال بن سياف) فلا نكارة فيها ولا غرابة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>