١ - عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - ورأيه في خروج الحسين رافضًا ظلم يزيد وولاته ورافضًا البيعة ليزيد. من الضروري أن نبين رأي ابن الزبير أولًا لأن عددًا من المؤرخين تأثروا بالروايات المكذوبة والضعيفة للطعن في عدالة الصحابة وتشويه العلاقة بين فرسي الرهان (الحسين وعبد الله) وأخوي الدرب الشاق وحاملي راية تغيير المنكر ونشر العدل، والروايات التي تتهم ابن الزبير بأنه شجع الحسين على الخروج هي من طريق التالف الهالك أبي مخنف أو من طريق آخر فيه مجهول العين. أما الروايات التي اعتمدناها فتبين غير ذلك إذ أن ابن الزبير - رضي الله عنه - حذر الحسين بن علي - رضي الله عنه - من الخروج إلى الكوفة لأن شيعة الكوفة تسببوا في قتل أبيه وجرح أخيه. أخرج يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال: قال ابن الزبير للحسين أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟ فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحبَّ إليَّ من أن تستحل بي يعني مكة. [البداية والنهاية (٦/ ٣٦٩)]. قلنا: ورجال هذا الإسناد ثقات سوى عبد الله بن شريك فهو صدوق وثقة عند بعضهم. وشيخه بشر بن غالب بن جناده وذكره ابن حبان في الثقات وهو غير بشر بن غالب الكوفي المتروك وغير بشر بن غالب الأسدي المجهول. [وانظر لسان الميزان (تر ١٦٣٩) وثقات ابن حبان (٤/ ٦٩)]. وأخرج الزبير بن بكار قال حدثني عمي مصعب بن عبد الله، أخبرني من سمع هشام بن يوسف يقول عن معمر قال: سمعت رجلًا يحدث عن الحسين أنه قال لعبد الله بن الزبير: "أتتني بيعة أربعين ألفًا يحلفون بالطلاق والعتاق إنهم معي" فقال ابن الزبير: "أتخرج إلى قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك؟ " قال هشام: فسألت معمرًا عن الرجل، فقال: هو ثقة. [البداية والنهاية (٦/ ٣٧٠)]. قلنا: ولا يخفى وجود مجهول في هذا الإسناد إلَّا أنه يتعاضد بالذي قبله وإن كان في متنه غرابة والله أعلم. ٢ - رأي عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - روى سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس قال: استشارني الحسين في =