وكذلك أخرجه البيهقي في الدلائل (٤/ ٣٥٩) وللحديث شواهد سنذكره بعد قليل. ولكننا نذكر بإيجاز ما قاله أئمة المغازي والسير في تحديد تأريخ الغزوة. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٧/ ٥١١): وفي مغازي أبي الأسود عن عروة: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجيش إلي مؤتة في جمادي من سنة ثمان. وكذا قال ابن إسحاق وموسي بن عقبة وغيرهما من أهل المغازي لا يختلفون في ذلك، إلّا ما ذكره خليفة في تأريخه أنها كانت سنة سبع. اهـ. وأصل الخبر عن غزوة مؤتة وتأمير الأمراء الثلاثة في صحيح البخاري فقد أخرج في صحيحه كتاب المغازي / باب غزوة مؤتة من أرض الشام: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة. قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلي ووجدنا ما في جسده بضعًا وتسعين من طعنة ورمية. وأخرج كذلك في صحيحه في الباب نفسه: عن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعي زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم.