والأزمان، وأن الله تعالى خلق الزمان والليل والنهار، وأنه القادر على فنائها، ولا يبقى غير الله تعالى، فهو الأول والآخر والمحْدِث لكل شيء بقدْرَتِه، ثم تحدَّث الطبريَّ عن ابتداء الخلق، وأنَّ أول ما خلق القلم، ثم بين ما ورد في الخلق في الأيام الستة من السموات والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر، وخلق إبليس وأخباره (ص ٥ - ٦٠).
* القسم الأول: تاريخ العالم قبل الإسلام، وبدأه بخلق آدم أبي البشر في الجنَّة، وقصته مع إبليس في الجنة، وهبوط آدم إلى الأرض، والروايات الواردة في ذلك، ثم ذكر الطبري الأحداث التي وقعت في زمن آدم، وخاصة قصة قتل قابيل لهابيل، والروايات الواردة في ذلك، ثم فصّل القول في موت آدم وسنّه حينما مات.
ثم عرض الطبري لسيرة الأنبياء من أولاد آدم، إلى نوح وإبْراهيم ولُوط وإسماعيل وإسحاق ويعْقوب، وأَيُّوب وشُعَيب، ويُوسف وإلياس، وموسى واليسع، وداود وسُلَيمان، وصالح ويُونُس وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وعرض لأخبار أممهم من خلال تاريخ أنبيائهم.
وأرَّخ بصفة خاصة لبعض الأمم، وخاصة ملوك الفرس في العهد السَّاساني وعلاقتهم ببلاد العرب، وكذلك الرُّوم وملوكهم منذ المسيحية إلى الإسلام، وكذا اليهود وأنبيائهم وقصصهم وتاريخهم وملوكهم ودولهم، وأخيرًا عن العرب، فتحدَّث عن عاد وقوّتهم وظلْمهم وعِصيانهم لنبيِّهم هُود وإهلاك الله لهم، وثمود وعُتُوِّهم وكفرهم ومعصيتهم لنبيهم صَالح، وهلاكهم بسبب ذلك، ثم ذكر طسم وجَدِيس، وجُرْهم، وأصهار إسماعيل، وأخبار العرب في الجاهلية، وملوك اليمن وعلاقتهم بالحبش ثم بالفرس، وأشهر حكماء العرب، ثم تحدَّث عن أجداد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من عدنان إلى عبد المطلب، وذكر طَرَفًا من أخبار الرسول قبل البعثة، وحال قريش ومكة، وذلك تمهيدًا لعصر الرسالة (ص ٦٠ - إلى آخر الجزء الأول)، جاء ذكر نسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبار أجداده وأنسابه وزواجه في الجزء الثاني حتى (ص ٤٣).
وأورد الطبري حوادث هذا القسم على أساس المواضيع، وليس على طريقة الحَوْليات، ويمثل هذا القسم من تاريخ الطبري عن العالم والعرب قبل الإسلام