بين كتب التاريخ الإِسلامي، وبيّن لنا ياقوت الحموي محتويات الكتاب، فقال:"بدأ فيه بالخطبة المشتملة على معانيه، ثم ذكر الزمان ما هو؟ ثم مدة الزمان على اختلاف أهل العلم من الصحابة وغيرهم والأمم المخالفة لنا في ذلك، والسُّنَن الدالة على ما اختاره من ذلك، وهذا باب لا يندر وجوده إلا له. . .، ثم ذكر أبو جعفر في "التاريخ" الكلام في الدلالة على حَدَث الزمان "الأيام والليالي"، وعلى أن مُحْدِثَها هو الله عزَّ وجلَّ وحده، وذكر أول ما خُلق، وهو القلم وما بعد ذلك شيئًا فشيئًا على ما وردت به الآثار، واختلاف الناس في ذلك، ثم ذكر آدمَ وحوّاء، واللعين إبليس وما كان من نزول آدم - عليه السلام -، وما كان بعده من أخبار نبيّ نبيّ، ورسول رسول وملك ملك، على اختصار منه كذلك إلى نبينا - عليه السلام - مع ملوك الطوائف، وملوك الفرس والروم، ثم ذكر مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونسبه وآباءَه وأمّهاتهِ، وأولاده وأزواجه، ومبعثه ومغازيه، وسراياه وحال أصحابه رضي الله عنهم، ثم ذكر الخلفاء الراشدين المهديين بعده، ثم ذكر ما كان من أخبار بني أمية، وبني العباس في القَطْعين: المنسوب أحدهما إلى قطع بني أمية، والثاني إلى قطع بني العباس وما شرحه في كتاب التاريخ، وإنما خرج ذلك إلى الناس على سبيل الإجازة إلى سنة أربع وتسعين ومئتين، ووقف على الذي بعد ذلك، لأنه كان في زمن المقْتَدر، وقد كان سُئل شرح القَطْعين، فلما سئل ذلك شَرَحه وسماه القطعين"(١).
ومن هذا النص، ومن الرجوع إلى كتاب "تاريخ الأمم والملوك" نجد أن خطة الكتاب تتضمن تاريخ العالم من بدء الخليقة إلى سنة ٣٠٢ هـ / ٩١٥ م، وتشتمل على ما يلي:
* الخطبة: وفيها الحمد والثناء على الله تعالى، والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم بيان خلق الله للناس، وخطة الطبري في تصنيف الكتاب، ومنهجه في ذلك (ص ٢ - ٥).
* المقدمة: وتتضمن الحديث عن الزمان في ضوء العقيدة الإسلامية، والأقوال في قدر جميع الزمان من ابتدائه إلى انتهائه، وحدوث الأوقات