وذُكِر: أنّ هاشمًا هو أوّلُ مَنْ سنَّ الرحلتين لقريش: رحلة الشتاء والصيف.
وحُدَّثت عن هشام بن محمد عن أبيه، قال: كان هاشم، وعبد شمس - وهو أكبر ولد عبد مناف، والمطّلب - وكان أصغرهم - أمّهم عاتكة بنت مرّة السُّلَمِيّة؛ ونوفل - وأمّه واقدة - بني عبد مناف، فسادوا بعد أبيهم جميعًا، وكان يقال لهم: المجبِّرون، قال: ولهم يقال:
يا أيُّها الرَّجُلُ المحوِّلُ رَحْلَهُ ... ألا نزلْتَ بآلِ عَبْدِ مَنافِ!
فكانوا أوَّل من أخذ لقريش العِصَم، فانتشروا من الحرم، أخذ لهم هاشم حبلًا من ملوك الشأم الروم وغسان، وأخذ لهم عبد شمس حبلًا من النجاشيّ الأكبر، فاختلفوا بذلك السبب إلى أرض الحبشة، وأخذ لهم نوفل حبلًا من الأكاسرة، فاختلفوا بذلك السبب إلى العراق وأرض فارس، وأخذ لهم المطّلب حبلًا من ملوك حميَر، فاختلفوا بذلك السبب إلى اليمن، فجبَّر الله بهم قريشًا، فسمُّوا المجبّرين.
وقيل: إنّ عبد شمس وهاشمًا توأمان، وإنّ أحدهما ولد قبل صاحبه، وإصبع له ملتصقة بجبهة صاحبه، فنحِّيت عنها فسال من ذلك دم، فتُطيِّر من ذلك، فقيل: تكون بينهما دماء. وولِّي هاشم بعد أبيه عبد مناف السِّقاية، والرِّفادة (١). (٢: ٢٤٨ - ٢٥٢).
٨٦٦ - حدّثني الحارث، قال: حدَّثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا هشام بن محمّد، قال: حدّثني معروف بن الخرَّبوذ المكّي، قال: حدَّثني رجل من آل عديّ بن الخيار بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف عن أبيه، قال: وقال وهب بن عبد قُصَيّ في ذلك -يعني في إطعام هاشم قومه الثّريد: