للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العهد أو نحبسَ، والله لا أفعل ولو قطِعت رقبتي هذه؛ ولكن تنقضي الهدنة بيننا وبينكم، فلما أبى عليهم خرجوا، فأبلغوا عبد الواحد، فلما كان النَّفْر نفر عبد الواحد في النَّفْر الأول، وخلى مكة لأبي حمزة، فدخلها بغير قتال (١).

ثم مضى عبدُ الواحد حتى دخل المدينة، فدعا بالدّيوان، فضرب على الناس البَعْث، وزادهم في العطاء عشرة عشرة. قال العباس: قال هارون: أخبرني بذلك أبو ضمرة أنس بن عياض، قال: كنت فيمن اكتتب، ثم محوْت اسمي (٢).

قال العباس: قال هارون: وحدّثني غير واحد من أصحابنا أنّ عبد الواحد استعمل عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان علَى الناس فخرجوا؛ فلما كانوا بالحَرّة لقيتهم جُزُر منحورة فمضوا (٣).

وحجّ بالناس في هذه السنة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مَرْوان حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن ذكره، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر. وكذلك قال محمد بن عمر وغيره (٤).

وكان العامل على مكة والمدينة عبد الواحد بن سليمان، وعلى العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، وعلى قضاء الكوفة الحجاج بن عاصم المحاربيّ - فيما ذكر -


(١) سبق الحديث عن هذا الإسناد في المقدمة وفي غير موضع. وانظر تعليقنا على الخبر الآتي.
(٢) أما هارون فهو الفروي وهو شيخ صدوق من شيوخ النسائي كما مضى وأما أنس بن عياض (أبو ضمرة) فهو ثقة ولد سنة ١٠٤ هـ وتوفي سنة ٢٠٠ هـ وأخرج له الستة [تهذيب الكمال / تر ٥٥٨]. أي أنه قد بلغ السادسة والعثمرين من عمره في تلك الأحداث. وانظر تعليقنا على الخبر الآتي.
(٣) انظر تعليقنا على الخبر التالي.
(٤) هذه مجمل الروايات التي أخرجها الطبري في ذكر بداية ظهور أبي حمزة الخارجي وأصحابه بمكة - ويؤيده في ذلك خليفة برواية مسندة إذ أخرج في تأريخه قائلًا: فحدثني محمد بن علي عن إسحاق بن إبراهيم الأزهري قال لما صدر الناس عن مكة وذلك آخر سنة تسع وعشرين ومئة مضى عبد الواحد بن سليمان إلى المدينة وكتب إلى مروان يخبره بخذلان أهل مكة فعزله مروان وكتب إلى عبد العزيز بن عمر وإليه على المدينة أن يوجه جيشًا ... إلح / ٤١٣ ونلاحظ اختلافًا يسيرًا حول موقف الناس من عبد الواحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>