للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمواله وضياعه، وقتله أساتكين، ثم رجع إلى الرّيّ، فقاتله أهلها فغلبهم ودخلها (١).

وفيها وردت سريّة من سرايا الرّوم تلَّ بَسْمَى من ديار ربيعة، فقتلَتْ من المسلمين، وأسرَتْ نحوًا من مئتين وخمسين إنسانًا، فنفر أهلُ نَصِيبين وأهل الموصِل، فرجعت الروم (٢).

وفيها مات أبو الساج بجندْيسابور، في شهر ربيع الآخر، منصرفًا عن عسكر عمرو بن الليث إلى بَغداد، ومات قبله في المحرّم منها سليمان بن عبد الله بن طاهر (٣).

وولّى عمرو بن الليمث فيها أحمد بن عبد العزيز بن أبي دُلف أصبهان.

وولّى فيها محمد بن أبي الساج الحرَميْن وطريق مكة.

وفيها ولِّيَ أغرتمش ما كان تكين البخاريّ يليه من عمال الأهواز، فسار أغرتمش إليها، ودخلها في شهر رمضان، فذكر محمد بن الحسن أن مسرورًا وجّه أغرتمش، وأبّا ومَطَر بن جامع لقتال عليّ بن أبان، فساروا حتى انتهوْا إلى تُسْتَر، فأقاموا بها، واستخرجوا مَن كان في حبس تكين، وكان فيه جعفرويه في جماعة من أصحاب قائد الزَّنج، فقتِلوا جميعًا، وكان مطر بن جامع المتولّي قتلهم، ثم ساروا حتى وافَوْا عسكر مكرَم، ورحل إليهم عليّ بن أبان، وقدّم أمامه إليهم الخليل أخاه، فصار إليهم الخليل، فواقفهم وتلاه عليّ، فلما كثر عليهم جمْع الزَّنج، قطعوا الجسر وتحاجزوا، وجنَّهم الليل، فانصرف عليّ بن أبان في جميع أصحابه، فصار إلى الأهواز، وأقام الخليل فيمن معه بالمسرُقان، وأتاه الخبر بأن أغرتمش، وأبّا ومَطَر بن جامع قد أقبلوا نحوه، ونزلوا الجانب الشرقيّ من قنطرة أربُك ليعبروا إليه، فكتب الخليل بذلك إلى أخيه عليّ بن أبان، فرحل عليّ إليهم حتى وافاهم بالقنطرة، ووجّه إلى الخليل يأمره بالمصير إليه، فوافاه وارتاع مَنْ كان بالأهواز من أصحاب عليّ، فقلعوا


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٤٠).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٢٠٧).
(٣) المصدر السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>