(٢) هذه مجمل الروايات التي ذكرها الطبري في وفاة نصر بن سيار ودخول الجيوش الزاحفة بقيادة قحطبة وابنه الحسن أصبهان ومن عادة المدائني هنا أن يروي الخبر بإسناد جمعي فهو يدمج متون شيوخه ويذكر أسماءهم ثم يذكر متونهم بلا فصل بين متن وآخر ولقد دأبنا أن نذكر هذه الروايات بهذا الإسناد الجمعي في قسم الصحيح بشرط خلوها من نكارة واضحة وبشرط وجود ما يقويها من رواية خليفة وذكرنا هذه الروايات في قسم الصحيح لا يعني أننا نجزم بصحة هذه التفاصيل وإنما ذكرناها لأنها تتأيد في مفاصلها ومقاطعها الرئيسة بمرويات خليفة كما سنذكر: قال خليفة: سنة إحدى وثلاثين ومئة: فيها توجه قحطبة بن شبيب من جرجان بعد مقتل نباتة فبلغ ابن هبيرة فحدر عامر بن ضبارة إلى اصطخر ووجه ابنه داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة فسار داود وعامر من إصطخر إلى أصبهان وبعث ابن هبيرة مالك بن أدهم الباهلي في خيل عظيمة والمصعب بن صحصح الأسدي وغطيفًا السلمي متساندين فنزل بعضهم ماه وبعضهم همذان فوجه قحطبة ابنه الحسن إلى تلك الجيوش فبلغهم مسير الحسن فانضموا إلى نهاوند ونزل بهم الحسن فحاصرهم [تأريخ خليفة / ٤١٨] ثم أخرج خليفة: وخلاصة ما اتفقت عليه روايات خليفة والطبري والتي ذكرناها في قسم الصحيح أن قحطبة لاحق نصرًا الذي توجه إلى قومس ومن قومس إلى الري ومن الري متوجهًا إلى همدان حيث توفي قريبًا من همدان وفي هذه الأثناء وجّه ابن هبيرة ابنه داود مع عامر بن ضبارة لصدّ قحطبة وابنه الحسن مع جيشهما الزاحف فوقعت معركة شرسة قرب أصبهان التي توجه إليها الحسن وانتهت بهزبمة داود وابن ضبارة ومقتل ابن ضبارة ثم تجمعت فلول المنهزمين في نهاوند حيث بدأ الحصار الذي دام أشهرًا كما سنذكر وكان لموت نصر بن سيار أثرًا واضحًا في تقدم الجيوش الزاحفة من خراسان كما قال ابن كثير [فلما مات نصر بن سيار تمكن أبو مسلم الخراساني وأصحابه من بلاد خراسان وقويت شوكتهم جدًّا] البداية والنهاية: (٨/ ٢٩).