أقَرَّ العَيْن مَصْرَعُ كارزنجٍ ... وكشَّينٍ وما لاقى بيارُ
وديْواشني وما لاقى جلنجٌ ... بِحِصْنِ خُجَنْدَ إذ دَمَروا فبارُو!
ويروى:"أقرّ العين مصرع كارزنج، وكشكيش" ويقال: إن ديواشني دِهْقان أهل سَمَرْقند، واسمه ديواشنج فأعربوه ديواشني.
ويقال: كان على أقْبَاض خُجَندة عِلبْاء بن أحمر اليشكريَّ، فاشترى رجل منه جُونة بدرهمين، فوجد فيها سبائك ذهب، فرجع وهو واضعٌ يده على عينه كأنه رمد، فردَّ الجُونة، وأخذ الدرهمين، فطلِب فلم يوجد.
قال: وسرّح الحَرَشيّ سليمان بن أبي السريّ مولى بني عوانة إلى قلعة لا يُطيف بها وادي السُّغد إلَّا من وجه واحد، ومعه شوكر بن حميك وخوارزم شاه وعورم صاحب أخرون وشومان، فوجّه سليمان بن أبي السريّ على مقدّمته المسيّب بن بشر الرياحيّ، فتلقَّوْه من القلعة على فرسخ في قرية يقال لها كوم، فهزمهم المسيّب حتى ردَّهم إلى القلعة فحصرهم سليمان، ودِهْقانها يقال له ديواشني.
قال: فكتب إليه الحَرَشيّ فعرض عليه أن يمدّه، فأرسل إليه: ملتقانا ضيّق فسر إلى كِسّ؛ فإنا في كفاية الله إن شاء الله. فطلب الديواشني أن ينزل على حكم الحرشيّ، وأن يوجّهه مع المسيِّب بن بشر إلى الحرشيّ، فوفى له سليمان ووجّه إلى سعيد الحَرشيّ، فألطفه وأكرمه مكيدةً، فطلب أهل القلعة الصُّلْح بعد مسيره على ألا يعرض لمئة أهل بيت منهم ونسائهم وأبنائهم ويُسلمون القَلعة، فكتب سليمان إلى الحرشيّ أن يبعث الأمناء في قبض ما في القلعة.
قال: فبعث محمدَ بن عزيز الكنديّ وعلباء بن أحمر اليشكريّ. فباعوا ما في القلعة مزايدةً، فأخذ الخمس، وقسم الباقي بينهم، وخرج الحوشيّ إلى كِسّ فصالحوه على عشرة آلاف رألس. ويقال: صالح دهقان كِسّ، واسمه ويك - على ستة آلاف رأس، يوفيه في أربعين يومًا على ألَّا يأتيه فلما فرغ من كِسّ خرج إلى رَبِنْجَن، فقتل الديواشنيّ، وصلبَه على ناووس وكتب على أهل ربنجن كتابًا بمئة إن فُقد من موضعه، وولّى نصر بن سيار قبضَ صلح كِسّ، ثم عزل سَوْرة بن الحرّ وولَّى نصر بن سيار، واستعمل سليمان بن أبي السريَّ على كِسّ، ونَسَف حربها