فجحدوا فأرسل الحرشي إلى قاضي خُجَندة، فنظروا فإذا المرأة مقتولة، قال: فدعا الحرشيّ بثابت، فأرسل كارزنج غلامَه إلى باب السرادق ليأتيَه بالخبر، وسأل الحرشيّ ثابتًا وغيره عن المرأة، فجحد ثابت وتيقّن الحرشيّ أنه قتلها فقتله، فرجع غلام كارزنج إليه بقتل ثابت فجعل يقبض على لحيته ويقرضها بأسنانه، وخاف كارزنج أن يستعرضهم الحرشيّ، فقال لأيوب بن أبي حسان: إنِّي ضيفُك وصديقك، فلا يجمل بك أن يقتل صديقك في سراويل خَلق، قال: فخذ سراويلي. قال: وهذا لا يجمل، أقتَل في سراويلاتكم! فسرّح غلامك إلى جلنج ابن أخي يجيئوني بسراويل جديد - وكان قد قال لابن أخيه: إذا أرسلت إليك أطلب سراويل فاعلم أنه القتل - فلما بعث بسراويل أخرج فرندة خضراء فقطّعها عصائبَ، وعصبها برؤوس شاكريّته، فاعترض الناس فقتل ناسًا، ومرّ بيحيى بن حُضَين فنفحه نفحة على رجله، فلم يزل يخمَعُ منها، وتضعضع أهل العسكر، ولقي الناس منه شرًّا، حتى انتهى إلى ثابت بن عثمان بن مسعود في طريق ضيق، فقتله ثابت بسيف عثمان بن مسعود، وكان في أيدي السُّغد أسراء من المسلمين فقتلوا منهم خمسين ومئة، ويقال: قتلوا منهم أربعين؛ قال: فأفلت منهم غلام فأخبر الحَرشيّ - ويقال: بل أتاه رجل فأخبره - فسألهم فجحدوا، فأرسل إليهم مَن علم علمهم، فوجد الخبر حقًّا، فأمر بقتلهم، وعزل التجار عنهم - وكان التجار أربعمئة، كان معهم مالٌ عظيم قدموا به من الصين - قال: فامتنع أهل السُّغد، ولم يكن لهم سلاح، فقاتلوا بالخشَب، فقتِلوا عن آخرهم، فلما كان الغد دعا الحراثين - ولم يعلموا ما صنع أصحابهم - فكان يختم في عُنق الرجل ويخرُج من حائط إلى حائط فيقتل، وكانوا ثلاثة آلاف - ويقال سبعة آلاف - فأرسل جرير بن هميان والحسن بن أبي العَمَرّطة ويزيد بن أبي زينب فأحصوا أموال التجار - وكانوا اعتزلوا وقالوا: لا نقاتل - فاصطفى أموال السُّغد وذراريّهم، فأخذ منها ما أعجبه، ثم دعا مسلم بن بُديَل العدويّ عديِّ الرّباب، فقال: قد وليتك المقَسم، قال: بعد ما عمل فيه عمالك ليلة! ، وَلِّه غيرى؛ فولّاه عبيد الله بن زهير بن حيّان العدوي، فأخرج الخمس، وقسّم الأموال؛ وكتب الحرشيّ إلى يزيد بن عبد الملك، ولم يكتب إلى عمر بن هبيرة، فكان هذا مما وجد عليه عليه عمر بن هبيرة، فقال ثابت قُطنة يذكر ما أصابوا من عظمائهم: