للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلقه، حسبما جرى على الماضين؛ وحقيق على من أُعْطِيَ حظًّا من توفيق الله، أن يكون على استعداد لحلول ما لابدّ منه ولا محيص عنه في كلّ الأحوال، وكتابي هذا وأنا في علّة قد اشتدّ الإشفاق منها، وكاد الإياس يغلب على الرّجاء فيها؛ فإن يَبُلّ الله ويدفع فبقدرته وكريم عادته؛ وإن يَحْدُث بي الحدثُ الذي هو سبيل الأولين والآخرين؛ فقد استخلفتُ عبيد الله بن عبد الله مولى أمير المؤمنين أخي الموثوق باقتفائه أثري، وأخذه بسدّ ما أنا بسبيله من سلطان أمير المؤمنين إلى أن يأتيَه من أمره ما يعمل بحسبه؛ فاعلمْ ذلك وائتمرْ فيما تتولّاه بما يرِد به كتب عبيد الله وأمره إن شاء الله.

وكتب يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين ومئتين.

* * *

وفيها نفى المعتزُّ أبا أحمد بن المتوكل إلى واسط، ثم إلى البصرة، ثم رُدّ إلى بغداد، وأنزل إلى الجانب الشرقيّ في قصر دينار بن عبد الله (١).

وفيها نفى أيضًا عليّ بن المعتصم إلى واسط ثم رُدّ إلى بغداد فيها (٢).

وفيها مات مزاحم بن خاقان بمصر في ذي الحجة.

وحجّ بالناس في هذه السنة عبد الله بن محمد بن سليمان الزينبي (٣).

وفيها غزا محمد بن معاذ بالمسلمين في ذي القعدة من ناحية مَلَطية، فهُزِموا وأسر محمد بن معاذ.

وفيها التقى موسى بن بُغا والكوكبيّ الطالبيّ على فرسخ من قَزوين يوم الإثنين سَلْخِ ذي القعدة منها، فهزم موسى الكوكبيّ، فلحق بالدّيْلم، ودخل موسى بن بُغا قزْوين.


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٦٤).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٦٤).
(٣) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>