للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلنا: وإسماعيل هذا مجهول الحال.
والرواية الأخرى من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أوس بن خالد قال: كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن سمرة وإذا قدمت على سمرة سألني عن أبي محذورة، فسألته فقال: إني كنت أنا وسمرة وأبو هريرة في بيت فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "آخركم موتًا في النار" فمات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة.
قلنا: وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف من الرابعة.
والرواية الأخرى من طريق عبد الله بن طاووس وغيره مرفوعًا وهذا إسناد معضل والله أعلم.
وهذه الروايات ذكرها الحافظ الذهبي في ترجمة سمرة (عهد معاوية/ ٢٣٣) ورواية أخرى لم يذكرها الذهبي أخرجها ابن عبد البر، وفي إسنادها أحمد بن محمد بن الحجاج قال ابن عدي في ترجمته: كذبوه وأنكرت عليه أشياء:
قلنا: وذكر الذهبي في بواطيله (ميزان الاعتدال ١/ ٥٣٧).
فهل هذه أسانيد يعتمد عليها ويحتج بها في مخالفة عدالة الصحابة؟
ثم: إن صح متن هذه الروايات فالمقصود بها نار الدنيا لا نار الآخرة فسمرة هذا مات حرقًا رضي الله عنه وأرضاه ولقد ذكر الحافظ الذهبي من طريق وهب بن جرير عن أبيه سمع أبا يزيد المديني يقول: لما مرض أصابه برد شديد، فأوقدت له نار في كانون بين يديه، وكانون خلفه، وكانون عن يمينه، وآخر عن شماله، فجعل لا ينتفع بذلك، وكان يقول: كيف أصنع بما في جوفي، فلم يزل كذلك حتى مات، ثم قال الذهبي: وإن صحَّ هذا فيكون إن شاء الله قوله عليه الصلاة والسلام: "آخركم موتًا في النار" متعلقًا بموته في النار لا بذاته (عهد معاوية/ ٢٣٤).
وكذلك قال الحافظ ابن عبد البر في ترجمة سمرة: سقط في قدر مملوء ماءً حارًا كان يتعالج بالقعود عليها من كزاز شديد أصابه فسقط في القدر الحار فمات فكان ذلك تصديقًا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له ولثالث معهما آخركم موتًا في النار. (الاستيعاب/ ٢/ ٦٥٣).
قلنا: ومعروف عند أئمة التابعين المشهورين بالعلم والتقوى والصدق كانوا يقولون عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب خلاف ما يروجه المبتدعة تمامًا كما أخرج ابن عبد البر في الاستيعاب قال حدثنا عبد الوارث بن سفيان ثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير ثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الصمد ثنا أبو هلال ثنا عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال: "كان سمرة ما علمت عظيم الأمانة صدوق الحديث يحب الإسلام وأهله"، وأخرجه ابن عبد البر في طريق آخر: "عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: ثنا محمد بن علي بن مروان (الاستيعاب ٢/ ٢١٤).
وقال ابن الجزري في ترجمته: وكان شديدًا على الخوارج وكان إذا أتي بواحد منهم قتله، =

<<  <  ج: ص:  >  >>