للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= منهم نفلة، ثم قالوا: إن لهم صلاة بعد هذه هي أحبُّ إليهم من أموالهم وأبنائهم فنزلت (يعني صلاة الخوف) بين الظهر والعصر فصلى بنا العصر ففرقنا فريقين وذكر الحديث.
أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي (الفصول في سيرة الرسول) (١٥٩).
وقال الحافظ أيضًا: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازلًا بين ضجنان وعسفان محاصرًا المشركين فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأبكارهم أجمعوا أمركم ثم ميلوا ميلة واحدة فجاء جبريل - عليه السلام - فأمره أن يقسم أصحابه نصفين ... وذكر الحديث ثم قال الحافظ:
رواه النسائي والترمذي وقال: حسن صحيح، وقد علم بلا خلاف أن غزوة عسفان كانت بعد الخندق فاقتضى هذا أن ذات الرقاع بعدها بل بعد خيبر، ويؤيد ذلك أن أبا موسى الأشعري وأبا هريرة رضي الله عنهما شهداها، أما أبو موسى الأشري ففي الصحيحين عنه أنه شهد غزوة ذات الرقاع وأنهم كانوا يلفون على أرجلهم الخرق لما نقبت - فسميت بذلك، وأما أبو هريرة: فعن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة: هل صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ قال: نعم. قال: متى؟ قال: عام غزوة نجد، وذكر صفة من صفات صلاة الخوف. أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.
وقد ذكروا أنه كانت من الحوادث في هذه الغزوة قصة جمل جابر وبيعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي ذلك نظر لأنه جاء أن ذلك في غزوة تبوك إلَّا أن هذا أنسب لما أنه كان قد قتل أبوه في أحد، وترك الأخوات فاحتاج أن يتزوج سريعًا من يكفلهن له (الفصول في سيرة الرسول / ١٦١).
وأما من المعاصرين فكذلك يرى الأستاذ إبراهيم العلي إذ قال في كتاب السيرة النبوية:
قال الإمام البخاري إن غزوة ذات الرقاع كانت بعد غزوة خيبر وأيده في ذلك ابن كثير في سيرته، وابن حجر في الفتح وابن القيم في زاد المعاد.
إلَّا أن محمد بن إسحاق وجماعة من أهل السير والمغازي قالوا: إنها كانت في جمادى الأولى بعد غزوة بني النضير بشهرين وذلك في السنة الرابعة للهجرة.
قلت: وما في الصحيحين أصح، وأولى بالتقديم، وله من أحاديث الصحابة رضوان الله عليهم ما يسنده ويقويه من قول أبي هريرة: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة نجد صلاة الخوف" وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام خيبر.
ويؤيده أيضًا ما جاء من حديث أبي موسى الأشري السابق في سبب تسمية هذه الغزوة بهذا الاسم، وإخباره بأنه حضرها، وإنما جاء أبو موسى الأشعري مع جعفر بعد غزوة خيبر.
ويؤيده أيضًا ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد فذكر صلاة الخوف وإنما كانت إجازة النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عمر بالقتال عام الخندق" (السيرة النبوية / غزوة ذات الرقاع). =

<<  <  ج: ص:  >  >>