دور آل طولون وأسبابهم، وأخذهم جميعًا وهم بضعة عشر رجلًا، فقيّدهم وحبسهم، واستصفَى أموالهم، وكتب بالفتح، وكانت الوقعة في صفر من هذه السنة (١).
وكتِب إلى محمَّد بن سليمان في إشخاص جميع آل طولون وأسبابهم من القوّاد، وألا يترك أحدًا منهم بمصر ولا بالشام، وأن يبعث بهم إلى بغداد، ففعل ذلك.
ولثلاث خلوْن من شهر ربيع الأوّل منها سقط الحائط الذي على رأس الجسر الأوّل من الجانب الشرقيّ من الدار التي كانت لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر على الحسين بن زكرويه القرمطيّ، وهو مصلوب بقرب ذلك الحائط، فطحنه، فلم يُوجد بعد منه شيء.
وفي شهر رمضان منها ورد الخبر على السلطان بأنّ قائدًا من قوّاد المصريّين - يُعرف بالخليجيّ، يسمى إبراهيم - تخلّف عن محمَّد بن سليمان في آخر حُدود مصر مع جماعة استمالهم من الجند وغيرهم، ومضى إلى مصر مخالفًا للسلطان، وصار معه في طريقه جماعة تحبّ الفتنة، حتى أكثر جمعه، فلما صار إلى مصر أراد عيسى النُّوشريّ محارَبته، وكان عيسى النُّوشريّ العامل على المعونة بها يومئذ فعجز عن ذلك لكثرة من مع الخليجيّ، فانحاز عنه إلى الإسكندرية وأخلَى مصر فدخلها الخليجيّ.
وفيها ندب السلطان لمحاربة الخليجيّ وإصلاح أمر المغرب فاتكًا مولى المعتضد، وضمّ إليه بدرًا الحماميّ، وجعله مشيرًا عليه فيما يعمل به، وضمّ إليه جماعة من القوّاد وجندًا كثيرًا.
ولسبع خلون من شوال منها خلِع على فاتك وبدر الحماميّ لِمَا ندبا إليه من الخروج إلى مصر، وأمِرا بسرعة الخروج، ثمَّ شخص فاتك وبدر الحماميّ لاثنتي عشرة خلت من شوال.
وللنصف من شوّال منها دخل مدينة طَرَسُوس رستم بن بردوا واليًا عليها وعلى الثغور الشامية.
(١) هذا الخبر (١٠/ ١١٨ - ١١٩) ذكره ابن الجوزي مختصرًا (١٣/ ٣٣).