بعض جسَده، وحامى عليه جماعة من أصحابه، فنجا بعد أن كاد الأسر يحيط به، وانصرف الموفّق ظافرًا سالمًا، وضعفت الفسقة، واشتدّ خوفُهم لمّا رأوا من إدبار أمرهم، وعرضت لأبي أحمد عِلّة من وجع المفاصل؛ فأقام فيها بقية شعبان وشهر رمضان وأيامًا من شوال ممسكًا عن حرب الفاسق، فلما استبلّ من عِلّته وتماثل، أمر بإعداد ما يحتاج إليه للقاء الفسَقة، فتأهّب لذلك جميع أصحابه.
* * *
وفي هذه السنة كانت وفاة عيسى بن الشيخ بن السليل.
وفيها لعن ابن طولون المعتمد في دار العامّة، وأمر بلعنه على المنابر، وصار جعفر المفوّض إلى مسجد الجامع يوم الجمعة، ولعن ابن طولون وعقد لإسحاق بن كنداج على أعمال ابن طولون، ووليَ من باب الشماسية إلى إفريقية ووَليَ شُرْطة الخاصة.
وفي شهر رمضان منها كتب أحمد بن طولون إلى أهل الشأم يدعوهم إلى نصرِ الخليفة، ووُجد فَيْجٌ يريد ابنَ طولون معه كُتب من خليفته جوّاب بأخبار، فأخِذ جوّاب فحبس وأخِذ له مال ورقيق ودوابّ.
وفي شوال منها كانت وقعة بين أبي السَّاج والأعراب، فهزموه فيها، ثم بيّتهم فقتل منهم وأسر، ووجّه بالرؤوس والأسارى إلى بغداد، فوصلت في شوال منها.
ولإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال منها عقد جعفر المفوّض لصاعد بن مخْلَد على شهرزور وداباذ والصامغان وحلوان وماسِبذان ومهرجانْقَذف وأعمال الفرات، وضمّ إليه قوّاد موسى بن بغا خلا أحمد بن موسى وكَيْغَلغَ وإسحاق بن كُنداجيق وأساتكين، فعقد صاعد للؤلؤ على ما عهد له عليه من ذلك المفوّض يوم السبت لثمان بقين من شوال، وبعث إلى ابن أبي الساج بعقد من قِبَله على العمل الذي كان يتولّاه، وكان يتولى الأنبار وطريق الفرات ورحبة طوق بن مالك من قِبَل هارون بن الموفّق، وكان شخص إليها في شهر رمضان، فلمّا ضُمّ ذلك إلى صاعد أقرّه صاعد على ما كان إليه من ذلك.