ولقد ذكر خليفة هذا الخبر ضمن أحداث سنة سبع عشرة، وإن كان خليفة قد ذكر في مكان آخر سنة (١٨ هـ) بناء الكوفة، والله تعالى أعلم. وكذلك يرى ابن حجر في فتح الباري إذ يقول: ثم اختط الكوفة سنة سبع عشرة اعتمادًا على قول خليفة بن خياط (الفتح ٢/ ٢٧٧). أما عن ولاة الكوفة والبصرة الذين وردت أسماؤهم في الروايتين الأخيرتين عند الطبري فيشهد له ما عند البخاري في صحيحه عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعدًا إلى عمر رضي الله عنه ... إلخ. (راجع الفتح ٢/ ٢٧٦) والرواية عند أبي عوانة في صحيحه (٢/ ١٥٠) بلفظ مختلف عن جابر بن سمرة وكذلك أخرج عبد الرزاق هذا الخبر عن جابر بن سمرة في مصنفه (٢/ ٣٦٠). وهذا تأكيد على أنه رضي الله عنه ولى سعد بن أبي وقاص الكوفة. أما عن ولاة البصرة فقد نقل الحافظ في الفتح (٣/ ١٩٧) أن ابن شبة (المؤرخ الثقة المعروف وهو من شيوخ الطبري) قال: إنَّ أبا موسى كان أميرًا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولقد استشهد الحافظ بقول ابن شبة هذا وهو يعلق على رواية البخاري في صحيحه عن أبي بردة بن أبي موسى رضي الله عنه قال: وجع أبا موسى وجعًا فغشي عليه ... الحديث وقال بعده (ابن شبة): وإن ذلك وقع حيث كان أبو موسى أميرًا على البصرة ... إلخ. وأخرج الطبري في تفسير (الآية ٢٣٨ من سورة البقرة / ح ٥٤٨٠ طبعة شاكر) حدثنا محمد بن المبارك أخبرنا الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: صليت خلف عبد الله بن قيس زمن عمر صلاة الغداة: قال فقلت لرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جنبي: ما الصلاة الوسطى؟ قال: هذه الصلاة - وصحح العلامة شاكر إسناده وعزاه إلى الطحاوي (١/ ١٠١) وعبد الله بن قيس هو أبو موسى الأشعري - أما بالنسبة لعتبة بن غزوان فقد سبق أن ذكرنا في قسم الصحيح عند الحديث عن فتح البصرة: أنه أول والٍ على البصرة من قبل عمر ثم توفي بعد ولايته بستة أشهر والله تعالى أعلم. أما البلاذري فقد ذكر أن تمصير الكوفة كان سنة ١٧ هـ نقلًا عن محمد بن سعد عن شيخه الواقدي (وهو متروك) (فتوح البلدان / ٣٨٧). وكذلك أخرج من طريق ضعيف: أن سعدًا اختط الكوفة وسكنها مع المسلمين بعد فتح المدائن وذكر ما جرى من المراسلة بين عمر وسعد في شأن موضوع الكوفة (فتوح البلدان / ٣٨٧) وكذلك أخرج البلاذري نحوًا من هذا بسنده عن الهيثم بن عدي وهو ضعيف (فتوح البلدان / ٣٩٠). =