أما هذه الوقعة الثانية فهي قصة محاصرة الروم ومن تحالف معهم من نصارى العرب لأبي عبيدة وجيشه بعد فتح حمص بمدة (سنة ١٦ أو ١٧ هـ على الأغلب) فلما أن جاء المدد من العراق وغيره انفضّ نصارى العرب ثم خرج المسلمون بقيادة أبي عبيدة من حمص (التي تحصنوا فيها) وهزموا الروم بإذن الله، ولهذه القصة أصل صحيح فلقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٣ / ح ١٥٦٨٧) حدثنا وكيع ثنا هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن أبيه لما أتى أبو عبيدة الشام حُصِرَ هو وأصحابه وأصابهم جهد شديد فكتب إليه عمر: سلام عليكم، أما بعد فإنه لم تكن شدة إلَّا جعل الله بعدها فرجًا ولن يغلب عسر يسرين، وكتب إليه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} قال: وكتب إليه أبو عبيدة: سلام عليكم أما بعد فإن الله قال: {أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَينَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي =