(١) قلنا: لا يخفى علينا أن الواقدي متروك إلّا أن لما قاله هنا من حدّ قدامة وعزله وتولية أبي هريرة أصل، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وكان شهد بدرًا، وهو خال عبد الله بن عمر وحفصة - رضي الله عنهم - (فتح الباري ٧/ ٣٧١). وأخرج عبد الرزاق في مصنفه (٩/ ٢٤٠) فقدم الجارود العقدي على عمر فقال: إن قدامة سكر، فقال: من يشهد معك؟ فقال: أبو هريرة. فشهد أبو هريرة أنه رآه سكران يقيء، فأرسل إلى قدامة، فقال له الجارود: أقم عليه الحد. فقال له عمر: أخصم أنت أم شاهد؟ فصمت ثم عاوده فقال: لتمسكن أو لأسوءنك. فقال: ليس في الحق أن يشرب ابن عمك وتسوءني. فأرسل عمر إلى زوجته هند بنت الوليد فشهدت على زوجها، فقال عمر لقدامة: إني أريد أن أحدك. فقال: ليس لك ذلك لقول الله تعالى: {لَيسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} فقال: أخطأت التأويل فإن بقية الآية {إِذَا مَا اتَّقَوْا} فإنك إذا اتقيت اجتنبت ما حرّم الله عليك ثم أمر فجلد ففاضه قدامة ثم حجّوا جميعًا فاستيقظ عمر من نومه فزعًا، فقال: عجلوا بقدامة، أتاني آت فقال: صالح قدامة فإنه أخوك، فاصطلحا. اهـ. وصحح الحافظ إسناد هذه الرواية في الفتح (٧/ ٣٧٢). (٢) قلنا: أما تحديد السنة بالضبط فلا نستطيع الترجيح ولكن إجلاء اليهود من جزيرة العرب وقسمة خيبر وفدك فصحيح فقد أخرج البخاري عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيبًا خرج فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامل يهود خيبر على أموالهم وقال: نقركم ما أقركم الله وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ما له هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني الحقيق فقال: يا أمير المؤمنين! أتخرجنا =