(٢) هذا إسناد لا يعتمد عليه لوحده في إثبات خبر تأريخي، فَجُلُّ شيوخ المدائني هنا مجاهيل إلا أن للرواية ما يؤيدها من روايات أخرى ضعيفة الإسناد ولكنها أقلّ ضعفًا من هذه فقد مَضَت الرواية السابقة (٧/ ٤٣٧ / ٤) عن شاهد عيان شارك في الأحداث (مخلد بن محمد) بالإضافة إلى رواية خليفة التي ذكرنا طرفًا منها سابقًا وتتمة خبر خليفة كالآتي ثم أتى دمشق (أي مروان بن محمد)، وسار عبد الله بن علي حتى دخل الجزيرة ثم خرج واستخلف موسى بن كعب التميمي، ونوجه عبد الله بن علي إلى الشام وأرسل عبد الله بن علي إلى الشام فأرسل أبو العباس صالح بن علي حتى اجتمعا جميعًا ثم سار إلى دمشق فحاصروهم أيامًا، ثم افتتحوها وقتل الوليد بن معاوية، وأخذ عبد الله بن علي حين دخل دمشق يزيد بن معاوية بن مروان وعبد الله بن عبد الجبار بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، فبعث بهما إلى أبي العباس فصلبهما وكان مدخل عبد الله بن علي دمشق في شهر رمضان سنة اثنين وثلاثين ومئة، وكان مروان يومئذ بفلسطين فهرب حتى أتى مصر وقتل عبد الله بن علي بضعة وثمانين رجلًا من بني أمية، قال أبو الذيال: كان مروان بمصر فلما بلغه دخول عبد الله بن علي دمشق عبر النيل وقطع الجسر ثم سار قبل الحبشة ووجه عبد الله بن علي وأخاه صالح بن علي في طلب مروان فجاء صالح وقد عبر مروان، فاستعمل صالح عامر بن إسماعيل أحد بني الحارث بن كعب فسرحه إلى مروان فلحقه بقرية من قرى بوصير فقتل مروان في ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين ومئة / (تأريخ خليفة / ٢٦٤).