نيّفًا وعشرين عامًا، فلما دنا منه عبدُ الله بن عليّ حمل أهله وولده وعياله، ومضى منهزمًا، وخلّف بمدينة حرّان أبان بن يزيد؛ وتحته ابنة لمروان يقال لها أمّ عثمان، وقدم عبد الله بن عليّ، فتلقاه أبان مسوّدًا مبايعًا له، فبايعه ودخل في طاعته، فآمنه ومَن كان بحرّان والجزيرة، ومضى مَرْوان حتى مرّ بقنَّسرين وعبد الله بن عليّ متبع له، ثم مضى من قنّسرين إلى حِمْص، فتلقاه أهلها بالأسواق وبالسمع والطاعة فأقام بها يومَين أو ثلاثة، ثم شخص منها؛ فلما رأوا قِلة مَن معه طمعوا فيه، وقالوا: مرعوب منهزم، فاتّبعوه بعدما رحل عنهم؛ فلحقوه على أميال، فلما رأى غَبَرة خيلهم أكمن لهم في واديين قائدين من مواليه، يقال لأحدهما يزيد والآخر مخلّد؛ فلما دنَوا منه وجازوا الكمينين ومضى الذراريّ صافّهم فيمن معه وناشدهم، فأبوا إلا مكاثرته وقتاله، فنشب القتال بينهم؛ وثار الكمينان من خلفهم؛ فهزمهم وقتلتْهم خيلُه حتى انتهوا إلى قريب من المدينة.
قال: ومضى مَرْوان حتى مرّ بدمشق، وعليها الوليد بن معاوية بن مروان؛ وهو ختَن لمروان، متزوج بابنة له يقال لها أمّ الوليد، فمضى وخلفه بها حتى قدم عبدُ الله بن عليّ عليه، فحاصره أيامًا، ثم فتحت المدينة، ودخلها عَنْوة معترضًا أهلها، وقتل الوليد بن معاوية فيمن قُتِل، وهدَم عبد الله بن عليّ حائط مدينتها، ومرّ مروان بالأرْدنّ، فشخص معه ثعلبة بن سلامة الغامليّ وكان عامله عليها، وتركها ليس عليها والٍ، حتى قدم عبد الله بن عليّ فولى عليها، ثم قدم فلسطين وعليها من قبلُ الرّماحس بن عبد العزيز، فشخص به معه؛ ومضى حتى قدم مصر، ثم خرج منها حتى نزل منزلًا منها يقال له بوصير؛ فبيّته عامر بن إسماعيل وشعبة ومعهما خيل أهل الموصل فقتلوه بها، وهرب عبد الله وعبيد الله ابنا مروان ليلة بُيِّت مروان إلى أرض الحبشة، فلقوا من الحبشة بلاءً وقاتلتهم الحبشة، فقتلوا عبيد الله، وأفلت عبد الله في عدّة ممن معه؛ وكان فيهم بكر بن