١٧٧ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلّب وعمرو وسعيد والوليد بن عبد الله والمجالد وعُقْبة بن مكرَم، قالوا: وأمر هاشم القعقاع بن عمرو بالطلب، فطلبهم حتى بلغ خانِقين، ولما بلغت الهزيمة يزدجرد سار من حُلوان نحو الجبال، وقدم القعقاع حُلوان، وذلك أنّ عمر كان كتب إلى سعد: إن هزم الله السَّواد الجندين، جند مهران وجند الأنطاق؛ فقدّم القعقاع؛ حتى يكون بين السَّواد والجبل، على حدّ سوادكم، فنزل القعقاع بحُلوان في جند من الأفناء ومن الحمْراء، فلم يزل بها إلى أن تحوَّل الناس من المدائن إلى الكوفة، فلما خرج سعد من المدائن إلى الكوفة لحق به القعقاع؛ واستعمل على الثغر قُبَاذ - وكان من الحمراء، وأصله من خُراسان - ونفّل منها من شهدها، وبعض من كان بالمدائن نائيًا (١)(٤: ٢٨).
١٧٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، والمهلب، وسعيد، وعمرو، قالوا: وجمع سعد مَن وراء المدائن، وأمر بالإحصاء فوجدهم بضعة وثلاثين ومئة ألف، ووجدهم بضعة وثلاثين ألف أهل بيت، ووجد قِسْمتَهم ثلاثة لكلّ رجل منهم بأهلهم؛ فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن أقِرّ الفلاحين على حالهم؛ إلَّا مَن حارب أو هرب منك إلى عدوّك فأدركتَه، وأجْرِ لهم ما أجريت للفلاحين قبلهم؛ وإذا كتبتُ إليك في قوم فأجْرُوا أمثالهم مُجراهم، فكتب إليه سعد فيمن لم يكن فلاحًا فأجابه: أما مَن سوى الفلّاحين فذاك إليكم ما لم تَغنموه -يعني تقتسموه- ومَن ترك أرضه من أهل الحرب فخلّاها فهي لكم؛ فإن دعوتموهم وقبلتم منهم الجِزاء ورددتموهم قبل قسمتها فذمّة، وإن لم تدعوهم ففيء لكم لمن أفاء الله ذلك عليه. وكان أحظَى بفيء الأرض أهل جَلُولاء، استأثروا بفيء ما وراء النّهروان، وشاركوا الناس فيما كان قبل ذلك، فأقرّوا الفلاحين ودعوا مَن لجّ، ووضعوا الخراج على الفلاحين وعلى من رجع وقبِل الذّمة، واستصفوْا ما كان لآل كسرى ومَن لجّ معهم فيئًا لمن أفاء الله عليه، لا يُجاز بيع شيء من ذلك فيما بين الجبل إلى الجبل من أرض العرب إلَّا من أهله الذين أفاء الله عليهم، ولم يجيزوا بيعَ ذلك فيما بين الناس -
(١) إسناده ضعيف وسنذكر شواهد وقعة جلولاء بعد انتهائنا من سرد هذه الروايات.