للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعدِلوا؛ فإن أشكل عليهم شيء رفعوه إليّ (١). (٤: ٢٠٣/ ٢٠٤).

ذكر الخبر الوارد عنه بذلك:

٢٣١ - حدَّثنا ابنُ بشار، قال: حدَّثنا أبو عامر، قال: حدَّثنا قُرّة بن خالد، عن بكر بن عبد الله المُزنِيّ، قال: جاء عمر بن الخطاب إلى باب عبد الرحمن بن عوف فضرَبه، فجاءت المرأة ففتحته؛ ثم قالت له: لا تدخل حتى أدخل البيت وأجلس مجلسي، فلم يدخل حتى جلست، ثم قالت: ادخل، فدخل، ثم قال: هل من شيء؟ فأتته بطعام فأكل، وعبد الرحمن قائم يصلّي، فقال له: تَجَوّز أيّها الرجل؛ فسلم عبد الرحمن حينئذ، ثم أقبل عليه، فقال: ما جاء بك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين؛ ! قال: رُفقة نزلتْ في ناحية السوق خشيتُ عليهم سُرّاق المدينة، فانطلق فلنحرسهم! فانطلقا فأتيا السوق، فقعدا على نَشَزٍ من الأرض يتحدّثان، فرفع لهما مصباح، فقال عمر: ألم أنْهَ عن المصابيح بعد النوم! فانطلقا، فإذا هم قوم على شراب لهم، فقال: انطلق فقد عرفته، فلما أصبح أرسل إليه فقال: يا فلان! كنتَ وأصحابك البارحة على شراب. قال: وما علمُك يا أميرَ المؤمنين؛ ! قال: شيء شهدته؛ فقال: أوَ لم ينهك الله عن التجسّس! قال: فتجاوز عنه.

قال بكر بن عبد الله المُزنيّ: وإنّما نهى عمر عن المصابيح؛ لأن الفأرة تأخذ الفتيلة فترمِي بها في سقف البيت فيحترق، وكان إذْ ذاك سقف البيت من الجريد (٢). (٤: ٢٠٥).

٢٣٢ - قال أبو جعفر: وكان - رضي الله عنه - شديدًا على أهل الرِّيَب، وفي حقّ الله صلىبًا حتى يستخرجه، وليّنًا سهلًا فيما يلزمه حتى يؤدّيَه، وبالضعيف رحيمًا رؤوفًا. حدّثني عبيد الله بن سعيد الزُّهريّ، قال: حدَّثنا عمّي، قال: حدَّثنا أبي، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عجلان: أنّ زيد بن أسلم حدّثه عن أبيه: أنّ نفرًا من المسلمين كلّموا عبد الرحمن بن عوف، فقالوا: كلّم عمر بن الخطاب؛ فإنه قد أخشانا حتى والله ما نستطيع أن ندِيم إليه أبصارنا. قال: فذكر


(١) إسناده صحيح.
(٢) إسناده مرسل صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>