للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راجعون؛ رحم الله عثمان. وانتصر له؛ وقيل: إن القوم نادمون؛ فقال: دبَّروا دبَّروا، {وَحِيلَ بَينَهُمْ وَبَينَ مَا يَشْتَهُونَ} الآية. وأتى الخبرُ طلحةَ، فقال: رحم الله عثمان! وانتصر له وللإسلام؛ وقيل له: إن القوم نادمون، فقال: تبًّا لهم! وقرأ: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} وأتي عليٌّ فقيل: قُتِل عثمان، فقال: رحم الله عثمان، وخلَف علينا بخير! وقيل: ندم القوم، فقرأ: {كَمَثَلِ الشَّيطَانِ إِذْ قَال لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ ... } الآية. وطُلِب سعد، فإذا هو في حائطه، وقد قال: لا أشهد قتلَه، فلما جاءه قتلُه؛ قال: فررنا إلى المُدْنية تُدْنِينا؛ وقرأ: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}. اللهمّ أندِمْهم ثم خذهم (١). (٤: ٣٨٩/ ٣٩٠ / ٣٩١/ ٣٩٢).


(١) إسناده ضعيف ولكن له ما يشهد له كما سنذكر:
١ - أخرج الترمذي في سننه وحسنه (٥/ ٣٣٥) والطبراني كما ذكر الهيثمي (المجمع ٩/ ٩٣) وقال: رجاله ثقات، والبخاري في التأريخ الكبير (١/ ١ / ٢٦٢) حديثًا مطولًا عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام وفيه قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه: فلا تعجلوا إلى هذا الشيخ أمير المؤمنين بقتل اليوم، فإني أقسم بالله لقد حضر أجله نجده في كتاب الله، ثم أقسم لكم بالله الذي نفسي بيده لا يقتله رجل منكم إلّا لقي الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة مشلًّا يده مقطوعة، ثم اعلموا أنه ليس للوالد على ولده حق إلا هذا الشيخ عليكم مثله، وقد أقسم لكم بالله ما زالت الملائكة بهذه المدينة منذ دخلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليوم، وما زال سيف الله بعد إذ غمد عنكم؛ فلا تطردوا جيرانكم من الملائكة. فلما قال ذلك لهم قاموا يسبونه ويقولون كذب اليهودي ... إلخ الرواية. وأخرج أحمد في فضائل الصحابة (١/ ٤٧٤) بسند صحيح عن عبد الله بن سلام: لا تقتلوا عثمان فإنكم إن فعلتم لم تصلوا جميعًا أبدًا.
٢ - وأخرج ابن سعد بإسناد رجاله ثقات (إلا أن فيه الأعمش وهو ثقة يدلس) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخلت على عثمان يوم الدار ففلت: يا أمير المؤمنين! طاب امْضَرْبُ فقال: يا أبا هريرة! أيسرك أن تقتل الناس جميعًا وإياي؟ قال: قلت لا، قال: فإنك والله إن قتلت رجلًا واحدًا فكأنما قتلت الناس جميعًا قال: فرجعت ولم أقاتل.
٣ - وأخرج ابن عبد البر بسند حسن عن كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال: شهدت مقتل عثمان ... الرواية وفي آخره وقال محمد بن طلحة: فقلت له: هل نرى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ قال: معاذ الله دخل عليه فقال له عثمان: يا بن أخي لست بصاحبي - وكلمه بكلام - فخرج ولم يند بشيء من دمه) (الاستيعاب ٨/ ٤٦).
٤ - وأخرج خليفة بن خياط في تأريخه قال: حدثنا المعتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه فدخل عليه رجل =

<<  <  ج: ص:  >  >>