فقد قال خليفة في تأريخه: وفيها (أي: ٥٠ هـ) وجه معاوية عقبة بن نافع إلى أفريقية فخطّ القيروان وأقام بها ثلاث سنين ثم أخرج خليفة بن خياط قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال لما افتتح عقبة بن نافع أفريقية وقف على القيروان فقال: يا أهل الوادي إنا جالّون إن شاء الله فاظعنوا -ثلاث مرات-. قال فما رأينا حجرًا ولا شجرًا إلا يخرج من تحت دابة، حتى يهبطن بطن الوادي ثم قال: انزلوا باسم الله (تأريخ خليفة / ٢١٠) ورجال إسناده رجال الصحيح إلا محمد بن عمرو وهو صدوق. والله أعلم - وكذلك اختار الذهبي سنة (٥٠ هـ) للحديث عن هذه الواقعة فقال: وفيها أنفذ معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية فخط القيروان وأقام بها - (عهد معاوية / ٢٠). ولم نجد اختلافًا بين المصادر التأريخية في نسبة فتح إفريقية وبناء القيروان إلى عقبة بن نافع في عهد أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وأرضاه - وانظر الاستيعاب (٣/ ١٠٧٦) وفتوح البلدان للبلاذري (٥٧٤) ونهاية الأدب (٢٠/ ٣٢٨). (٢) قلنا: وكذلك ذكر خليفة بن خياط وفاة أبي موسى ضمن أحداث سنة (٥٠ هـ) في الكوفة (تأريخ خليفة / ٢١١). وكذلك ذكر الحافظ الذهبي وفاته ضمن وفيات سنة ٥٠ هـ (تأريخ الإسلام / عهد معاوية / ١٣٩). قلنا: ولأبي موسى فضل سنّ سنة المصافحة كما أخرج أحمد في مسند (٣/ ١٥٥) عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يقدم عليكم غدًا قوم أرق قلوبًا للإسلام منكم) قال فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون: غدًا نلقى الأحبه ... محمدًا وحزبه فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا أول صن أحدث المصافحة، وإسناده صحيح وأخرجه أحمد (٣/ ١٠٥) وابن سعد (٤/ ١٠٦) عن أنس رضي الله عنه. وأخرج ابن عساكر في تأريخ دمشق (٤٣١) عن سعيد بن عبد العزيز: حدثني أبو يوسف صاحب معاوية أن أبا موسى قدم على معاوية فنزل في بعض الدور بدفق فخرج معاوية من الليل يستمع قراءته. =