للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب إليه عبدُ الملك يلومُه فيما صَنَع ويقول: سعيدٌ واللهِ كان أحوَجَ أن تصل رحمَه من أن تضربَه، وإنا لنعلم ما عندَه من شِقاق ولا خلاف (١). (٤١٦: ٦ - ٤١٧).

وحجّ بالناس في هذه السنة هشامُ بن إسماعيل المخزوميّ، كذلك حدَّثنا أحمدُ بن ثابت عمن ذكره. عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر. وكذلك قال الواقديّ.

وكان العامل على المشرق في هذه السنة مع العراق الحجّاج بن يوسف. (٤١٧: ٦).


(١) قلنا: ولم نتعود أن نذكر روايات الطبري (فيما خلا الوفيات) في قسم الصحيح فهو متروك إلَّا أنه ها هنا قد توبع ومتنه صحيح فيما يتعلق بأصل المسألة (دعوة أمير المدينة الناس لبيعة الوليد وسليمان ابني عبد الملك ورفض ابن المسيب لتلك البيعة ومحنته بسبب ذلك). إلَّا أن الواقدي لم يذكر سبب امتناع ابن المسيب عن هذه البيعة بينما تبين الروايات الأخرى التي سنذكرها أن ابن المسيب امتنع عن ذلك لأن السنة النبوية الشريفة نهت الأمة المسلمة عن البيعة لاثنين في آن واحدٍ منعًا لتفرقة الصف المسلم وغير ذلك. والحق يقال: فإن ابتكار هذه البدعة (البيعة لخليفتين) كانت سببًا آخر من أسباب القلاقل والفتن وخاصة بين القادة والأمراء مما أضاف عاملًا آخر إلى عوامل انحسار بني أمية وتخلفهم عن إدارة الخلافة في عام ١٣٢ هـ وانتقالها إلى بني العباس كما سنذكر بعد انتهائنا من أحداث سنة ١٣٦ هـ.
وقد أخرج البسوي في المعرفة والتاريخ قال: حدثنا سعيد بن أسيد قال: ثنا ضمرة عن رجاء بن جميل الأيلي قال: قال عبد الرحمن بن عبد القاري لسعيد بن المسيب حين قدم للبيعة للوليد وسليمان المدينة من بعد أبيهما: إني مشير عليك بخصال ثلاث، قال: وما هنَّ؟ قال: تغير مقامك فإنك تقوم حيث يراك هشام بن إسماعيل. قال: ما كنت لأترك مقامًا أقومه منذ أربعين سنة. قال: أو تخرج معتمرًا، قال: ما كنت لأنفق مالي وأجهد نفسي في شيء ليس فيه نية. قال: فما الثالثة؟ قال: تبايع. قال: أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما عليَّ؟ قال: وكان أعمى. قال رجاء فدعاه هشام إلى البيعة ...... إلى آخر الخبر وفيه أن عبد الملك أمر والي المدينة أن يضربه ثلاثين سوطًا لأنه قال على الملأ لا أبايع لاثنين. [المعرفة والتاريخ (١: ٤٧٦)].
وأخرج البسوي ثنا الربيع بن روح الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد قال: جاءت بيعة الوليد وسليمان بن هشام بن إسماعيل وهو أمير المدينة فدعا سعيد بن المسيب وهو مع قومه من بني مخزوم إلى أن يبايع لهما فأبى أن يفعل فجلده ... إلخ. [المعرفة والتاريخ (١: ٤٧٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>