البُروقان حتى نبلغ تخارِستان، فيبعث المغيرة رجلًا فلا يُدرِكنا حتى ندخلَ شعب خُلم؛ ففعلوا.
قال: وأقبل رسولٌ من قِبَل قتيبة إلى المغيرة يأمُرُه بحبس نيزَك. فلما مرّ الرّسول إلى المغيرة وهو بالبُروقان - ومدينة بَلْخ يومئذ خَراب - ركب نيزَك وأصحابه فمضَوا، وقَدم الرسولُ على المغيرة فركب بنفسه في طلبه، فوَجَدَه قد دَخَل شعب خُلم، فانصرف المغيرة، وأظهَر نيزَك الخلع، وكتب إلى أصبهبذ بَلْخ وإلى باذام ملِك مَرْوَروذ، وإلى سهرب ملك الطالقان، وإلى ترسُل ملك الفارياب. وإلى الجوزجانيّ ملك الجُوزجان يدعوهم إلى خَلْع قتيبة، فأجابوه، وواعَدَهم الرّبيع أن يجتمعوا ويغزُوا قتيبة. وكتب إلى كابل شاه يستظهِر به، وبعث إليه بثَقَله ومالِه، وسأله أن يأذَن له إن اضطر إليه أن يأتيَه ويؤمِّنَه في بلاده، فأجابه إلى ذلك وضَمَّ ثَقَله.
قال: وكان جبْغويه مَلِك تخارستان ضعيفًا، واسمه الشذّ، فأخذه نيزَك فقيَّده بقَيد من ذَهَب مخافة أن يشغَب عليه - وجبغويه ملك تخارستان ونيزَك من عبيده - فلما استوثق منه وضَعَ عليه الرّقبَاء، وأخرج عامل قُتيبَةَ من بلاد جبْغويه، وكان العامل محمد بن سُليم الناصح، وبلغ قتيبة خلعَه قبل الشتاء، وقد تفرّق الجند فلم يَبقَ مع قتيبة إلا أهل مَرْو، فبعث عبد الرّحمن أخاه إلى بَلْخ في اثني عشر ألفًا إلى البروقان، وقال: أقم بها، ولا تُحدث شيئًا، فإذا حَسَر الشتاء فعَسْكِرْ وسِرْ نحو تخارستان، واعلم أني قريب منك، فسار عبدُ الرّحمن فنزل البروقان، وأمهَل قتيبة حتى إذا كان في آخر الشتاء كتَبَ إلى أبرشهر وبيوَرْد وسَرَخْس وأهل هَراة ليقدَموا قبل أوانِهم الّذي كانوا تقدَمون عليه فيه [٦: ٤٤٥ - ٤٧٧).
وحَجّ بالنّاس في هذه السنة عمرُ بن عبد العزيز، كذلك حدّثني أحمد بن ثابت عمّن ذكره، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشَر. وكذلك قال محمد بن عمر.
كان عمرُ بن عبد العزيز في هذه السنة عامل الوليد بن عبد الملك على مكّة والمدينة والطائف. وعلى العراق والمشرق الحجّاج بن يوسف، وعامل الحجّاج على البَصْرة الجرّاح بن عبد الله. وعلى قضائها عبد الرحمن بن أذينة، وعلى الكوفة زياد بن جَرير بن عبد الله. وعلى قضائها أبو بكر بن أبي موسى. وعلى خُراسان قتيبة بن مُسلم، وعلى مصر قُرّة بن قُرّة بن شَريك. (٦: ٤٤٧).