للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القعقاع الضبيّ عن فُضيل بن غَزْوان، قال: حدّثني وجيه البُنانيّ ونحن نطوف بالبيت، قال: لقيَنا الترك، فقتلوا منّا قومًا، وصُرعتُ وأنا أنظر إليهم، يجلسون فيستقُون حتى انتهوا إليّ، فقال رجل منهم: دعوه فإن له أثرًا هو واطئه، وأجلًا هو بالغُه؛ فهذا أثر قد وطئته، وأنا أرجو الشهادة. فرجع إلى خراسان؛ فاستشهد مع ثابت (١).

قال: فقال الوازع بن مائق: مرّ بي الوجيه في بغلين يوم أشرس، فقلت: كيف أصبحت يا أبا أسماء؟ قال: أصبحتُ بين حائر وحائز؛ اللهمّ لفّ بين الصفين؛ فخالط القوم وهو متنكّب قوسه وسيفه، مشتمل في طَيلسان واستُشهد، واستُشهد الهيثم بن المنخّل العبديّ (٢).

قال عليّ، عن عبد الله بن المبارك، قال: لما التقى أشرس والترك، قال ثابت قُطْنة: اللهمّ إنّي كنت ضيف ابن بسطام البارحة، فاجعلني ضيفَك الليلة؛ والله لا ينظر إليّ بنو أمية مشدودًا في الحديد؛ فحمل وحمل أصحابُه، فكذب أصحابُه وثبت؛ فرُمِيَ بِرْذونه فشبّ، وضربه فأقدم، وضُرب فارتُثّ: فقال وهو صريع: اللهمّ إني أصبحتُ ضيفًا لابن بسطام، وأمسيت ضيفك؛ فاجعل قِرايَ من ثوابك الجنة (٣).

وفي هذه السنة جعل خالد بن عبد الله الصّلاة بالبصرة مع الشّرْطة؛ والأحداث والقضاء إلى بلال بن أبي بُردة؛ فجمع ذلك كلّه له، وعزل به ثُمامة بن عبد الله بن أنس عن القضاء (٤).


(١) أما المدائني فصدوق وابن المبارك هو الإمام الثبت الثقة وهشام بن عمارة ترجم له ابن أبي حاتم وقال روى عنه ابن المبارك وذكره ابن حبان في الثقات وفضيل بن غزوان ثقة من كبار السابعة توفي بعد ١٤٠ هـ.
(٢) لم يبيّن الطبري من روى هذا الخبر عن الوازع هل هو الفضيل بن غزوان أم المدائني ولكن أصل الخبر من استبسال وجيه البناني واسثشهاده يؤيده الخبر.
(٣) وهذه هي الرواية الرابعة ذكرها الطبري من طريق المدائني عن الإمام المحدث ابن المبارك وقد أرسله ابن المبارك (هنا) والمتن يؤيد ما ذكره المدائني في الرواية (٥٥) معضلًا من استبسال ثابت فطنة واستشهاده رحمه الله تعالى والروايات بمجموعها تتعاضد والله أعلم.
(٤) انظر قوائم الولاة والقضاة في نهاية عهد هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>