للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمرج أردبيل؛ وافتتحت الترك أردبيل؛ وقد كان استخلف أخاه الحجاج بن عبد الله على أرمينية (١).

ذكر محمد بن عمر أنّ الترك قتلت الجراح بن عبد الله ببلَنْجَر، وأن هشامًا لما بلغه خبرُه دعا سعيد بن عمرو الحَرَشيّ، فقال له: إنه بلغني أن الجرّاح قد انحاز عن المشركين. قال: كلّا يا أمير المؤمنين، الجرّاح أعرف بالله من أن ينحاز عن العدوّ، ولكنه قُتِل، قال: فما الرأي؟ قال: تبعثني على أربعين دابة من دوابّ البريد؛ ثم تبعث إليّ كلّ يوم أربعين دابّة عليها أربعون رجلًا، ثم اكتب إلى أمراء الأجناد يوافونني. ففعل ذلك هشام.

فذُكر أن سعيد بن عمرو أصاب للترك ثلاثةَ جموع وفودًا إلى خاقان بمَنْ أسَروا من المسلمين وأهل الذمّة، فاستنقذ الحَرشيّ ما أصابوا وأكثروا القتل فيهم (٢).


(١) هذه روايات عدة في تلك الوقعة الشديدة الوقع على المسلمين والتي قتل فيها خلق من المسلمين وفي مقدمتهم القائد الفاتح الشجاع الجراح بن عبد الله الحكمي مع عددٍ من الحفاظ ووجوه الناس ثم أنزل الله نصره على المسلمين بقيادة سعيد بن عمرو الحرشي الذي هزم الترك واسترد أسرى المسلمين من رجالٍ ونساء وقد ذكر الطبري هذا الخبر كما ترى تارة عن المدائني من قوله وتارة من طريق الواقدي صاحب المغازي وهو مجمع على ضعفه مع سعة علمه ولكن يؤيد ما ذكره الطبري ما ورد في تأريخ خليفة بن خياط وغيره.
(٢) قال خليفة: وفيها زحف الجراح من برذعة سنة اثنتي عشرة ومئة، فقدم أذربيجان فعسكر في مرج سبلان، وفعقد عليه جسرًا فهو اليوم يدعى: جسر الجراح.
قال أبو خالد: قال أبو براء: "زحف الجراح سنة اثنتي عشرة ومئة إلى ابن خاقان وهو محاصر أهل أردبيل: فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فقتل الجراح رحمه الله لثمان بقين من شهر رمضان سنة اثنتي عشرة ومئة، وغلبت الخزر على أذربيجان وساحت خيولهم حتى بلغوا قريبًا من الموصل ونصبوا على أردبيل المجانيق وأهل أردبيل يقاتلونهم فلما طال عليهم الحصار أسلموها، ودخلها الخزر فقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية.
قال أبو خالد: قال أبو الخطاب: حدثني رجل من بني سليم قال: قتل الجراح بأرشق.
قال أبو الخطاب: لما قتل الجراح وجَّهَ هشام بن عبد الملك سعيد بن عمرو الحرشي، ووجَّه معه فرسان العرب على البريد، فمضى سعيد بن عمرو حتى قدم برذعة.
قال أبو خالد: قال أبو براء: حدثني عبد الله بن عبد الله العامري: أن سعيد بن عمرو الحرشي لقيَ ابن خاقان فبيَّتهم فقتلهم مقتلة عظيمة، وهرب طاغية الخزر وكتب بالفتح إلى هشام بن عبد الملك.
قال ابن الكلبي: استشهد الجراح ومن معه بمرج أردبيل، وقد كان استخلف أخاه =

<<  <  ج: ص:  >  >>