للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندي أصدق من ابن النصرانيّة، فاقدما على يوسف، حتى يجمع بينكما وبينه فتكذّباه في وجهه (١).

ولرواية ضمرة بن ربيعة عن مهلب ما يؤيده (مختصرًا) فقد أخرج البلاذري بإسناده المركب (حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف وقرأت على المدائني عن أشياخ ذكرهم وأخبرني عبد الله بن صالح رحمه الله عن عبثر بن القاسم بن زبيد، وابن كناسة قالوا: كان زيد بن علي رضي الله تعالى عنه مع خالد بن عبد الله القسري في أصحابه في الكوفة، وخالد والي العراق. وكان داود بن علي بن عبد الله بن العباس رضي الله تعالى عنهم مع خالد أيضًا، فلما ولي يوسف بن عمر الثقفي العراق مكان خالد بلغه أن خالدًا أودع زيد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم وداود بن علي بن عبد الله بن العباس مالًا، فَحَلَفا


(١) هذا الخبر أورده الطبري عن أبي عبيدة بصيغة التمريض فيما زعم.
ولكن له ما يؤيده فقد أخرج ابن العديم (بغية الطلب ٩/ ٤٠٣٧) وابن عساكر (١٩/ ٤٧١) عن ضمرة بن ربيعة قال: إنما كان سبب وجود زيد بالعراق أنه -يعني يوسف بن عمر - سأل القسري وابنه عن ودائعهم فقالوا: لنا عند داود بن علي وديعة وعند زيد بن علي وديعة فكتب بذلك إلى هشام فكتب هشام إلى صاحب المدينة في إشخاص زيد بن علي وكتب إلى صاحب البلقاء في إشخاص داود بن علي إليه فقدما على هشام، فأما داود بن علي فحلف لهشام أنه لا وديعة لهم عندي فصدّقه - وأذن له بالرجوع وأما زيد بن علي فأبى أن يقبل منه وأنكر أن يكون لهما عنده شيء فقال أقدم على يوسف فقدم على يوسف فجمع بينه وبين يزيد وخالد فقال إنما هو شيء تبردت به مالي عنده شيء فصدّقه وأجازه يوسف وخرج بريد المدينة فلحقه رجال من الشيعة فقالوا له: ارجع فإن لك عندنا الرِّجال والأموال فرجع وبلغ ذلك يوسف، قال ضمرة فسمعت مهلبًا يقول: أمر يوسف بالصلاة جامعة فمن لم يحضر المسجد فقد حلت عليه العقوبة قال: فاجتمع الناس وقالوا ننظر ما هذا الأمر ثم نرجع قال فاجتمع الناس فأمر الأبواب فأخذ بها فبنى عليهم قال وأمر الخيل فجالت في أزقة الكوفة قال فمكث الناس ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ في المسجد يؤتى الناس من منازلهم بالطعام يناوبهم الشرط والحرس، قال فخرج زيد على تلك الحال فلم يلبث أن ترتفع الشمس حتى قتل من يومه لم يخرج معه إلا جُميع فأخذه رجل في بستان له مصرف الماء عن الساقية وحفر له تحت الساقية ودفنه وأجرى عليه الماء قال وغلام له سندي في بستان له ينظر فذهب إلى يوسف فأخبره فبعث فاستخرجه ثم صلبه. قال ضمرة فمن يومئذ سمعت الرافضة أتوا إلى يزيد فقالوا سُبَّ أبا بكر وعمر نقوم معك وننصرك فأبى فرفضوا ذلك فسموا يومئذ روافض فالزيدية لا تستحلّ الصلاة خلف الشيعة] اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>