وبعد فهذه مقدمة لتخريج الروايات التأريخية المتعلقة بمرحلة جديدة أي: تأريخ الخلافة في عهد العباسيين (من سنة ١٣٢ هـ فصاعدًا).
هنالك اشتراك واضح بين مصادر الطبري عن تأريخ الخلافة في نهاية الأمويين وتأريخ الخلافة في صدر الدولة العباسية بالإضافة إلى مصادر متنوعة أخرى يضيفها الطبري إلى المصادر السابقة.
وقد كتب أستاذنا الفاضل عماد الدين خليل فصلًا بعنوان ملاحظات في مصادر الطبري عن مصدر الدولة العباسية وقسّم الأستاذ عماد في فصله هذا مصادر الطبري إلى نوعين:
الأول: المصادر الشخصية:
إذ قال الأستاذ عماد: اعتمد الطبري في هذه الفترة على الأشخاص رواة وأخباريين ومؤرخين وساسة وشهود عيان وتوضح ذلك سلاسل إسناده الكثيرة المتنوعة حيث جاءته مادة واسعة عن هذا الطريق، ويقف على رأس هؤلاء أولئك الشيوخ الذين أخذ الطبري عنهم بكثرة وهم:
علي بن محمد المدائني (ت ٢٢٥ هـ) الذي أخذ عنه ما يزيد عن الخمسين رواية بعضها مطول وبعضها مختصر، وعمر بن شبة (ت ٢٦٢ هـ) الذي أخذ عنه ما يزيد عن المئة رواية، ومحمد بن عمر الواقدي (ت ٢٠٧ هـ) الذي نقل عنه مواضيع اختصاصية كالحج السنوي والوفيات وعمال الأقاليم في كل سنة وتواريخ حدوث بعض الظواهر الطبيعية كالزلازل فضلًا عن عدد من الروايات في مواضيع أخرى متفرقة. (ثم الهيثم بن عدي (ت ٢٠٦ هـ). الذي أخذ عنه عددًا من