للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت ولاية عيسى بن موسى الكوفة وسوادها وما حولها ثلاث عشرة سنة؛ حتى عزله المنصور، واستعمل محمد بن سليمان بن عليّ حين امتنع من تقديم المهديّ على نفسه.

وقيل: إنّ المنصور إنما ولّى محمد بن سليمان الكوفة حين ولّاه إياها ليستخفّ بعيسى؛ فلم يفعل ذلك محمد، ولم يزل معظمًا له مبجّلًا (١).

وفي هذه السنة ولّى أبو جعفر محمد بن أبي العباس -ابن أخيه- البَصْرة فاستعفى منها فأعفاه، فانصرف عنها إلى مدينة السلام، فمات بها، فصرخت امرأته البغوم بنت عليّ بن الربيع: واقتيلاه! فضربها رجل من الحَرس بجلويز على عَجيزتها، فتعاوره خدمٌ لمحمد بن أبي العباس فقتلوه! فطُلّ دمه. وكان محمد بن أبي العباس حين شخص عن البصرة استخلف بها عُقبْة بن سلم، فأقره عليها أبو جعفر إلى سنة إحدى وخمسين ومائة (٢).


= عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين ومائة [المعرفة والتأريخ: ١/ ١٦] وكذلك قال خليفة بن خياط ضمن حديثه عن وقائع سنة (١٤٧ هـ) وفيها بايع أبو جعفر لابنه المهدي وخلع عيسى بن موسى وكان ولي عهد بعد أبي جعفر [تأريخ خليفة: ٢٧٨].
وقد ذكر الطبري أخبارًا طويلة ومختلفة في سبب هذه البيعة وذلك الخلع ولم يصح منها خبر ولم نجد ما يؤيد تلك الأخبار عند الأئمة الثقات من المؤرخين الذين سبقوا الطبري أو عاصروه فذكرنا تلك الأخبار في قسم الضعيف والمسكوت عنه فليراجع وإنما أصل الخبر ثابت اتفق عليه الثلاثة (خليفة والبسوي والطبري) فأثبتناه هنا. في قسم الصحيح.
(١) انظر قوائم الولاة والقضاة فيما بعد.
(٢) وقال البسوي وفيها (١٤٧ هـ) عزل محمد بن سليمان عن البصرة وولي عليها محمد بن أبي العباس [المعرفة ١/ ١٦] ولم نجد من يؤيد قصة امرأته البغوم فالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>