والمهدي رحمه الله كان شغله الشاغل الجهاد في سبيل الله وضبط أمور الخلافة وتامين الثغور وكان يعبّيءُ الجيوش ويجعل في مقدمتها أولاده وقواده -شأنه شان الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وغيره كثير من خلفاء المسلمين الذين تأسوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين من بعده- وللمزيد عن تأريخ وفاته رحمه الله ومن صلى عليه وأين دفن راجع تأريخ بغداد للحافظ الخطيب الجزء الخامس / ٣٩١ - ٣٩٧ / تر ٢٩١٧] وتأريخ دمشق لابن عساكر / المجلد الثالث والخمسون / ص ٤٤٧ - ٤٥٣] فقد ذكر كلّ منها وبالإسناد الموصول إلى كبار الأخباريين والنسابة متونًا في تحديد مكان وفاته وزمانه وما إلى ذلك. منها ما أخرجه الخطيب عن أبي الحسن بن البراء قال ومات المهدي بالرذمن ماسبذان لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة وكان نقش خاتمه العزة لله وكان عمره ثلاثًا وأربعين سنة وخلافته عشر سنين وشهر وخمسة أيام [تأريخ بغداد ٥/ ٤٠٠] وأخرج ابن عساكر بسنده الموصول إلى الفلاس (أبي حفص) أنه رحمه الله ملك عشر سنين وشهرًا ونصف ومات لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة [تأريخ دمشق / ٥٣/ ٤٥١]. قال خليفة بن خياط رحمه الله تعالى بعد ذكره لوفاة الخليفة المهدي ونهاية عهده سنة ١٦٩ هـ: تسمية عمال المهدي: المدينة: مات أبو جعفر وعليها عبد الصمد بن علي فعزله المهدي، وولّى =