للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجّ، ثم حجّ بالناس، فمشى من مكّة إلى منًى، ثم إلى عرفات، وشهد المشاهد والمشاعر ماشيًا، ثم انصرف على طريق البصرة.

وأما الواقديّ فإنه قال: لما فرغ من عُمرته أقام بمكة حتى أقام للناس حجّهم (١).

وفيها صار الرشيد إلى البصرة منصرفة من مكة فقدمها في المحرم منها فنزله المحدّثة أيامًا، ثم تحول منها إلى قصر عيسى بن جعفر بالخريبة، ثم ركب في نهر سيحان الذي احتفره يحيى بن خالد حتى نظر إليه وسكر نهر الأبلة ونهر معقل حتى استحكم أمر سيحان ثم شخص عن البصرة لاثنتي عشرة ليلة بقيتْ من المحرم، فقدم مدينةَ السلام، ثم شخص إلى الحيرة، فسكنها وابتنى بها المنازلَ، وأقطع مَنْ معه الخِطط، وأقام نحوًا من أربعين يومًا، فوثب به أهلُ الكوفة، وأساءوا مجاورته، فارتحل إلى مدينة السلام، ثم شخص من مدينة السلام إلى الرَّقة، وسأتخلف بمدينة السلام حين شخص إلى الرّقة محمدًا الأمين، وولّاه العراقين (٢).

وحجّ بالناس في هذه السنة موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ (٣).

* * *


(١) أما خليفة فقد ذكر أن هارون حجّ بالناس [تأريخ خليفة / ٢٩٨] ولم يزد على ذلك وكذلك ذكر البسوي [المعرفة ١/ ٤٤].
(٢) هذا الخبر (٨/ ٢٦٦ - ٢٦٧) عن سفر أمير المؤمنين الرشيد إلى البصرة بعد قفوله من مكة ذكره خليفة مختصرًا فقال ضمن حديثه عن وقائع سنة (١٨٠ هـ): وفيها قدم أمير المؤمنين هارون مكة القدمة الثانية فدخل البصرة يوم الإثنين لعشر خلون من المحرم [تأريخ خليفة / ٢٩٨].
(٣) وكذلك قال خليفة في تأريخه [٢٩٨] والبسوي في المعرفة [١/ ٤٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>