ذكر الصحابة حسب أسبقيتهم ثم هجرتهم أو نصرتهم، ثم مشاركتهم في معركة بدر ... إلخ مما هو معروف من طبقات الصحابة وخصص جزءًا من طبقاته لأعلام النساء [صحابيات وغيرهن].
قلت: وإن كان معاصره خليفة بن خياط قد ألف كتابًا عرف باسم طبقات خليفة (١) إلا أن ابن سعد رحمه الله فاق خليفة وغيره ممن جاؤوا من بعدهما فقد ميّز خليفة بين تسجيله الحولي لأحداث التاريخ وبين الطبقات بينما استطاع ابن سعد أن يمزج بين الطبقات مميزة الواحدة عن الأخرى وبين تأريخ الأحداث وتفاصيلها مستدة بطريقة أهل الحديث ولقد ردّ الأستاذ أكرم ضياء العمري قول من وصف الطبقات بأنها جلّها من طريق الواقدي المتروك وبين أن ابن سعد أخرج روايات كثيرة من غير طريق الواقدي، والباحث المنصف يتبين له ذلك.
يقول الأستاذ أكرم ضياء العمري:
ولكن من الإجحاف لابن سعد أن نقتنع بقول ابن النديم عنه أنه صنف كتبه من تصنيفات الواقدي، لأن ابن سعد استقى من مصادر أخرى كثيرة حتى بلغ عدد شيوخه في الطبقات الكبرى أكثر من ستين شيخًا معظمهم من المحدثين ويزيد ما نقله عن أبي نعيم الفضل بن دكين وعفان بن مسلم وعبيد الله بن موسى العبسي ومعن بن عيسى الأشجعي مجتمعين على ما نقله عن الواقدي فكيف وقد نقل عن غيرهم أيضًا!! وبذلك يتضح ما في اتهام ابن النديم له من مجازفة وبعد عن الحق [عصر الخلافة / ١٢]، [وأشار العمري في الحاشية إلى رسالة جامعية بعنوان خلافة أبي بكر الصديق لعبد العزيز بن سليمان المقبل / ص ١٧].
٣ - خليفة بن خياط العصفري (شباب):
قال الذهبي في ترجمته: الحافظ الإمام أبو عمرو العصفري البصري المعروف بشباب محدث نسابة إخباري علامه صنف التأريخ والطبقات ... قال ابن عدي مستقيم الحديث صدوق من متيقظي الرواة [تذكرة الحفاظ ٢/ ٤٣٦].
وقال الذهبي أيضًا ليّنه بعضهم بلا حجة -وقال أيضًا: حدث عنه البخاري
(١) اعتبر شاكر مصطفى خليفة وابن سعد أقدم من قسم رجال الطبقات على أمصارهم المصدر السابق / ص ٢٣٦.