وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه إلَّا أنه اختلف فيه على كلثوم بن جبر. فروى عنه مرفوعًا وموقوفًا وكذا روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفًا. وهكذا رواه العوفي والوالبي والضحاك وأبو جمرة عن ابن عباس قوله: وهذا أكثر وأثبت والله أعلم. وهكذا روي عن عبد الله بن عمر موقوفًا ومرفوعًا والموقوف أصح (البداية والنهاية ١/ ١٤٤). وقال الشوكاني في تفسيره لهذه الآية من سورة الأعراف (١٧٢) وأخرج أحمد والنسائي وابن جرير والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمات يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذراها فنشرها بين يديه ثم كلمهم فقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} إلى قوله: {الْمُبْطِلُونَ} ثم قال الشوكاني رحمه الله وإسناده لا مطعن فيه، وقد أخرجه ابن أبي حاتم موقوفًا على ابن عباس (فتح القدير / تفسير سورة الأعراف / آية ١٧٢). قلنا: وأما من المعاصرين فإن الشيخ عبد الرزاق المهدي رجح وقفه وقال: (وهو أصح من المرفوع) وإن لم ينف الشيخ عبد الرزاق وجود الشواهد الكثيرة وبألفاظ متقاربة. وأما المحدث الألباني فقد صحح رفعه (انظر السلسلة الصحيحة / ح ١٦٢٣) قلنا: الحديث صحت روايته موقوفًا وكذلك مرفوعًا ويؤيد المرفوع ما يلي: ١ - الآية نفسها تشهد للحديث المرفوع وإن كان الحافظ ابن كثير ممن رجح الوقف. ٢ - وأخرجه الطبري في تفسيره من طريق أحمد بن أبي طيبة عن سفيان بن سعيد عن الأجلح عن الضحاك عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} قال: أخذ من ظهورهِم كما يؤخذ بالمشط من الرأس. فقال لهم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} قالت الملائكة: {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}. وقد أخرج الحافظ ابن كثير هذا الحديث ثم عقب قائلًا: أحمد بن أبي طيبة هذا أبو محمد الجرجاني قاضي قوقس، كان أحد الزهاد، أخرج له النسائي في سننه وقال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه وقال: ابن عدي حدث بأحاديث كثيرة أكثرها غرائب، وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قوله (أي موقوفًا) وكذا رواه جرير عن منصور به، وهذا أصح والله أعلم (تفسير القرآن العظيم / ١٥٠٧). قلنا: وهذا يعني أن الحافظ ابن كثير يرجح وقف هذه الرواية كذلك، أما الموقوف هنا فضعيف والله أعلم. ٣ - الشاهد الثالث: أخرج البخاري في صحيحه (كتاب أحاديث الأنبياء / ح ٣٣٣٤) عن أنس =