للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر من قال ذلك:

١٥٨ - قال أبو جعفر: قرأتُ على عبدان بن محمد المروَزِيّ، قال: حدثنا عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه، عن الربيع، عن أنس، عن أبي العالية، قال: أخرِج آدم من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة، فقال لي: نعم؛ لخمسة أيام مضين من نَيسان (١). (١: ١١٨).

١٥٨ / أ- فإن كان قائل هذا القول أراد الله أن تبارك وتعالى أسكن آدم وزوجته الفردوْس لساعتين مضتا من نهار يوم الجُمعة من أيام أهل الدنيا التي هي على ما [هي] به اليوم؛ فلم يبعد قوله من الصواب في ذلك؛ لأن الأخبار إذا كانت واردة عن السّلَف من أهل العلم، بأن آدم خُلِق في آخر ساعة من اليوم السادس من الأيام التي مقدار اليوم الواحد منها ألف سنة من سنيننا. فمعلوم أن الساعة الواحدة من ساعات ذلك اليوم ثلاثة وثمانون عامًا من أعوامنا، وقد ذكرنا آن آدمَ بعد أن خَمّر ربنا عزّ وجلّ طينته بقيَ قبل أن ينفخ فيه الروح أربعين عامًا؛ وذلك لا شك أنه عَنَى به من أعوامنا وسنيننا. ثم [من] بعد أن نفخ فيه الروح إلى أن تناهى أمرُه، وأُسكن الفِرْدَوْس، وأهبِط إلى الأرض غير مستنكَر أن يكون كان مقداره من سنيننا قدر خمس وثلاثين سنة. فإن كان أراد أنه أُسكن الفِردوس لساعتين مضتا من نهار يوم الجمعة من الأيام التي مقدار اليوم الواحد منها ألف سنة من سنيننا، فقد قال غير الحق، وذلك أن جميعَ مَنْ حُفِظ له قول في ذلك من أهل العلم؛ فإنه كان يقول: إنّ آدم نفخ فيه الروح في آخر النهار من يوم الجمعة قبل غروب الشمس من ذلك اليوم. ثم الأخبار عن رسول الله متظاهرة بأن الله تبارك وتعالى أسكنه الجنة فيه، وفيه أهبطه إلى الأرض. فإن كان ذلك صحيحًا، فمعلوم أن آخر ساعة من نهار يوم من أيام الآخرة ومن الأيام التي اليوم الواحد منها مقداره ألف سنة من سنيننا، إنما هي ساعة بعد مُضيّ إحدى عشرة ساعة، وذلك ساعة من اثنتَي عشرة ساعة، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر من سنيننا؛ فآدم صلوات الله عليه إذ كان الأمر كذلك؛ إنما خُلِق لمضيّ إحدى عشرة ساعة من نهار يوم الجمعة من الأيام التي اليوم الواحد منها ألف سنة من سنيننا، فمكث


(١) إسناده مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>