للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَضَعَ الله الكتاب، وأمر بالشهود" (١). (١: ١٥٥).


(١) في إسناده سليمان بن حيان قال ابن عدي: له أحاديث صالحة وإنما أتي من سوء حفظه فيغلط ويخطئ ولكن يؤيده ما أخرجه ابن حبان في صحيحه (ح ٦١٦٧) دون ذكر سجود الملائكة لآدم من طريق محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح، عطس فقال الحمد لله، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه يرحمك ربك يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة -إلى ملأ جلوس- فسلمّ عليهم، فقال السلام عليكم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه فقال: هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم. وقال الله جل وعلا ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت، فقال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك، فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم لم يكتب له إلا أربعين سنة قال: يا رب، ما هذا؟ قال: هذا ابنك وقد كتبت له عمره أربعين سنة، قال أي رب زده في عمره، قال ذاك الذي كتبت له. قال: فإني جعلت له من عمري ستين سنة، قال: أنت وذاك اسكن الجنة.
فسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها وكان آدم يعدّ لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم: عجلت، قد كتبت لي ألف سنة، قال: بلى ولكنك قد جعلت لابنك داود منها ستين سنة فجحد، فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته، فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود).
قلنا: وإسناد الحديث هذا من الثقة والصدق.
وقال العلامة أرناؤوط: إسناده قوي (الموارد ١/ ٢٨٠٢) والحديث أخرجه الترمذي (ح ٣٣٦٨).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي صالح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والحديث أخرجه الترمذي (سنن الترمذي / كتاب تفسير القرآن / ح ٣٣٦٨) وقال: حسن صحيح.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (المستدرك ٢/ ٣٢٤).
قلنا: ورواية الترمذي والحاكم من طريق أبي صالح عن أبي هريرة وفيهما أن عمره كان ستين سنة ثم زيد عليه أربعين سنة من عمر آدم وقد ذكر القاري أوجه الجمع بين الروايتين (المرقاة ١/ ٣٢٤) وتحفة الأحوذي ورجح الرواية (٣٠٧٦) على (٣٣٦٨) / (ح ٤٤٧) إلا أن العلامة المباركفوري لم يقتنع بتلك الاحتمالات وقال: كل ما ذكره القاري من وجوه الجمع مخدوش إلا الوجه الأخير وهو أن الحديث الذي في تفسير سورة الأعراف (ح ٣٠٧٦) أرجح من الحديث الآتي في آخر كتاب التفسير فهو المعتمد- ووجه كون الأول أرجح من الثاني ظاهر من كلام الترمذي فإنه قال بعد رواية الأول: هذا حديث حسن صحيح (ح ٣٠٧٦) وقال بعد رواية الثاني (٣٣٦٨) هذا حديث حسن غريب وأيضًا في سند الثاني سعيد بن أبي سعيد =

<<  <  ج: ص:  >  >>