للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُهبط عليه - وذكر أن حواء عاشت بعده سنة ثم ماتت رحمهما الله، فدفنت مع زوجها في الغار الذي ذكرت، وأنهما لم يزالا مدفونين في ذلك المكان، حتى كان الطوفان، فاستخرجهما نوح، وجعلهما في تابوت، ثم حملهما معه في السفينة، فلما غاضت الأرض الماء ردّهما إلى مكانهما الذي كانا فيه قبل الطوفان، وكانت حواء قد غَزَلت - فيما ذكر - ونسجت وعجنت وخبزت، وعملت أعمال النساء كلها (١). (١: ١٦١).

٢٢٦ - فأما شيث - عليه السلام - فقد ذكرنا بعضَ أمره، وأنه كان وصيّ أبيه آدم - عليه السلام - في مُخَلَّفيه بعد مضيِّه لسبيله، وما أنزل الله عليه من الصحف.

وقيل: إنه لم يزل مقيمًا بمكة يحجّ ويعتمر إلى أن مات، وإنه كان جمع ما أنزل الله عزّ وجلّ عليه من الصحف إلى صحف أبيه آدم - عليه السلام -، وعمل بما فيها، وأنه بني الكعبة بالحجارة والطين.

وأما السلف من علمائنا فإنهم قالوا: لم تزل القبّة التي جعل الله لآدم في مكان البيت إلى أيام الطوفان، وإنما رفعها الله عزّ وجلّ حين أرسل الطوفان. وقيل: إن شيئًا لما مرض أوصى ابنه أنوش ومات، فدفن مع أبويه في غار أبي قبيس، وكان مولده لمضي مئتي سنة وخمس وثلاثين سنة، من عمر آدم - عليه السلام -. وكانت وفاته وقد أتت له تسعمئة سنة واثنتا عشرة سنة. وولد لشيث أنُوش، بعد أن مضى من عمره ستمئة سنة وخمس سنين؛ فيما يزعم أهل التوراة (٢). (١: ١٦٢/ ١٦٣).

٢٢٧ - وأما ابن إسحاق، فإنه قال فيما حدثنا ابنُ حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عنه: نكح شيث بن آدم أخته حزورة بنت آدم، فولدت له يانش بن شيث، ونَعمة بنت شيث، وشيث يومئذ ابن مئة سنة وخمس سنين، فعاش بعد ما وُلد له يانش ثمانمئة سنة وسبع سنين.

وقام أنُوش بعد مضيّ أبيه شيث لسبيله بسياسة الملك، وتدبير مَنْ تحت يديه من رعيته مقام أبيه شيث، ولم يزل -فيما ذُكِر- على منهاج أبيه: لا يوقَف منه


(١) في إسناده الكلبي متروك.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>