للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنكح لامك امرأتين: اسم إحداهما عَدّى واسم الأخرى صَلّى، فولدت له عَدّى تولين بن لامك، فكان أول من سكن القباب، واقتنى المال، وتوبيش، وكان أول من ضرب بالوَنج والصَّنْج، وولدت رجلًا اسمه توبلقين، فكان أول مَنْ عمل النحاس والحديد، وكان أولادهم جبابرة وفراعنة، وكانوا قد أعطُوا بسطة في الخلق؛ كان الرجل فيما يزعمون يكون ثلاثين ذراعًا. قال: ثم انقرض ولد قَين، ولم يتركوا عقبًا إلا قليلًا، وذرية آدم كلهم جهِلتْ أنسابهم وانقطع نسلهم، إلا ما كان من شيث بن آدم، فمنه كان النسل، وأنسابُ الناس اليوم كلهم إليه دون أبيه آدم، فهو أبو البشر، إلا ما كان من أبيه وإخوته ممن لم يترك عقبًا.

قال: ويقول أهل التوراة: بل نكح قَين أشوث، فولدت له خَنوخ، فولد لخنوخ عِيرد، فولد عيرد محويل، فولد محويل أنوشيل، فولد أنوشيل، لامك، فنكح لامك عدّى وصلّى، فولدتا له مَنْ سفَيتُ. والله أعلم (١).

٢٣٥ - فلم يذكر ابن إسحاق من أمر قابيل وعقبه إلا ما حكيتُ.

وأما غيره من أهل العلم بالتوراة فإنه ذكر أن الذي اتخذ الملاهيَ من ولد قايين رجل يقال له: توبال، اتخذ في زمان مهلائيل بن قَيْنان آلات اللهو من المزامير والطبول والعيدان والطنابير والمعازف، فانهمك ولد قايين في اللهو، وتناهى خبرُهم إلى من بالجبل من نسل شيث، فهمّ منهم مئة رجل بالنزول إليهم، وبمخالفة ما أوصاهم به آباؤهم، وبلغ ذلك يارد، فوعظهم ونهاهم؛ فأبوْا إلا تماديًا، ونزلوا إلى ولد قايين، فأعجبوا بما رأوْا منهم، فلما أرادوا الرجوع حيل بينهم وبين ذلك لدعوة سبقتْ من آبائهم، فلما أبطؤوا بمواضعهم، ظنّ من كان في نفسه زيغ ممن كان بالجبل أنهم أقاموا اعتباطًا، فتسلَّلوا ينزلون عن الجبل، ورأوا اللهو فأعجبهم، ووافقوا نساء من ولد قايين متسرّعات إليهم، وصرْن معهم، وانهمكوا في الطغيان، وفشت الفاحشة وشرب الخمر (٢). (١: ١٦٦).

٢٣٦ - حدثنا أحمد بن زُهَير، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا داود -يعني ابن أبي الفرات- قال: حدثنا علباء بن أحمر عن عكرمة، عن ابن


(١) شيخ الطبري هنا ضعيف جدًّا ومتن هذا الأثر من الإسرائيليات.
(٢) ضعيف وهو من الإسرائيليات.

<<  <  ج: ص:  >  >>