وفي آخره: فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له وألحدوا له وصلوا عليه ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره ووضعوا عليه اللبن ثم خرجوا من القبر ثم حثوا عليه بالتراب ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم). قلنا: هذا إسناد موقوف وفيه ضعف، وأخرجه غير واحد موقوفًا ومرفوعًا فقد أخرج البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٤٠٤) وابن أبي شيبة (٣/ ٢٤٣) وعبد الرزاق (ح ٦٠٨٦) مرفوعًا. والدارقطني (٢/ ٧١) عن أنس موقوفًا. وأخرجه الحاكم في المستدرك مرفوعًا وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وهو من النوع الذي لا يوجد للتابعي إلا الراوي الواحد فإن عتي بن ضمرة السعدي ليس له راوٍ غير الحسن، وعندي أن الشيخين عللاه بعلة أخرى وهو أنه روى عن الحسن عن أبيّ دون ذكر عُتي (المستدرك ١/ ٣٤٤). وقال العلامة أرناؤوط: ومدار هذا الحديث عليه (أي عُتي بن ضمرة) وقد تفرد به ومثله يضعف فيما انفرد به والحديث هنا موقوف (أي في مسند أحمد) (ح ٢١٢٤٠). وقد اختلف في رفعه ووقفه كما سنبينه. اهـ. قلنا: وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي بن كعب مرفوعًا (إن آدم غسلته الملائكة بماء وسدر وكفنوه وألحدوا له ودفنوه وقالوا: هذه سنتكم يا بني آدم في موتاكم). وفي رواية (لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وترًا ولحدت له وقالت: هذه سنة آدم وولده). وقال الهيثمي: رواه كله الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما الحسين بن أبي السري وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وكذلك روح بن أسلم في السند الآخر: وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور (مجمع الزوائد / ح ١٣٧٥٤ / وح ١٣٧٥٥). وأخرج الحاكم من طريق مبارك بن فضالة في المستدرك عن أنس قال: (كبرت الملائكة على آدم أربعًا وكبر أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعًا ... الحديث). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والمبارك بن فضالة من أهل الزهد والعلم، بحيث لا يخرج مثله إلا أن الشيخين لم يخرجا له لسوء حفظه (المستدرك ١/ ٣٨٥). والحديث أخرجه الدارقطني (٢/ ٧١) وضعف إسناده، وقال الحاكم: ولهذا الحديث شاهد =