للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وذكر لنا أن جبرئيل أخذ بعروتها الوسطى، ثم ألوى بها إلى جَوِّ السماء حتى سمعت الملائكة ضواغيَ كلابهم ثم دمر بعضها علي بعض، ثم أتبع شُذَّانَ القوم صخرًا، قال: وهي ثلاث قري يقال لها سَدوم، وهي بين المدينة والشأم، قال: وذكر لنا أنه كان فيها أربعة آلاف ألف، قال: وذكر لنا أن إبراهيم كان يُشرف ثم يقول: سَدُوم يومًا هالك (١). (١: ٣٠٥).

٥١٢ - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السديّ بالإسناد الذي قد ذكرناه: لما أصبحوا -يعني: قوم لوط- نزل جبرئيل - عليه السلام - واقتلع الأرض من سبع أرضين، فحملها حتى بلغ بها السماء الدنيا، حتى سمع أهلُ السماء نباحَ كلابهم وأصواتَ ديوكهم، ثم قلبها فقتلهم، فذلك حين يقول: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى}؛ المنقلبة حين أهوى بها جبرئيل عليه السلام الأرض فاقتلعها بجناحيه، فمن لم يمت حين أسقط الأرض أمطر الله تعالى عليه وهو تحت الأرض الحجارة، ومن كان منهم شاذًّا في الأرض، وهو قول الله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}، ثم تتبّعهم في القرى، فكان الرجل يتحدث فيأتيه الحجر فيقتله، فذلك قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} (٢) (١: ٣٠٦).

٥١٣ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن كعب القرظيّ، قال: حُدِّثت أن الله تعالى بعث جبرئيل إلى المؤتكفة (قرية قوم لوط التي كان لوط فيهم)، فاحتملها بجناحيه ثم أصعد بها حتى إن أهل السماء الدنيا ليسمعون نابحة كلابها وأصوات دجاجها، ثم كفأها على وجهها ثم أتبعها الله عزَّ وجلَّ بالحجارة، يقول الله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}، فأهلكها الله تعالى وما حولها من المؤتفكات، وكُنَّ خمس قريات: صبعة، وصعرة، وعمرة، ودوما، وسَدوم هي القرية العظمي، ونجّى الله تعالى لوطًا ومَنْ معه من أهله، إلا امرأته كانت فيمن هلك (٣). (١: ٣٠٦/ ٣٠٧).


(١) ضعيف.
(٢) رحم الله الطبري يكثر من إسناد السدي والسدي يكثر من الإسرائيليات والله أعلم.
(٣) يرحم الله الإمام الطبري لو اكتفى بتفسير الآيات تفسيرًا لغويًّا لكفاه عن كل هذه التفاصيل =

<<  <  ج: ص:  >  >>