للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند خليلي جئت بها، فزرعها فنبتت له، وزكا زرْعه وهلكت زروع الناس، فكان أصلُ ماله منها، فكان الناس يأتونه فيسألونه فيقول: مَنْ قال: لا إله إلا الله فليدخل فليأخذ، فمنهم من قال فأخذ، ومنهم من أبى فرجع، وذلك قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}. فلما كثر مالُ إبراهيم ومواشيه احتاج إلى السعة في المسكن والمرعى، وكان مسكنه ما بين قرية مدين -فيما قيل- والحجاز إلى أرض الشام، وكان ابن أخيه لوط نازلًا معه، فقاسم ماله لوطًا، فأعطى لوطًا شطره فيما قيل، وخيّره مسكنًا يسكنه ومنزلًا ينزله غير المنزل الذي هو به نازل، فاختار لوط ناحية الأردنّ فصار إليها، وأقام إبراهيم - عليه السلام - بمكانه، فصار ذلك فيما قيل سببًا لآثاره بمكة وإسكانه إياها إسماعيل، وكان ربما دخل أمصار الشام.

ولما ماتت سارة بنت هاران زوجة إبراهيم تزوج إبراهيم بعدها -فيما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق- قطورا بنت يقطن؛ امرأة من الكنعانيين، فولدت له ستة نفر: يقسان بن إبراهيم، وزمران بن إبراهيم؛ ومديان بن إبراهيم، ويسبق بن إبراهيم، وسوح بن إبراهيم، وبسر بن إبراهيم، فكان جميع بني إبراهيم ثمانية بإسماعيل وإسحاق، وكان إسماعيل بكْره أكبر ولده، قال: فنكح يقسان بن إبراهيم رعوة بنت زمر بن يقطن بن لوذان بن جرهم بن يقطن بن عابر، فولدت له البربر ولِفّها، وولد زمران بن إبراهيم المزامير الذين لا يعقلون، وولد لمديان أهل مدين قوم شعيب بن ميكائيل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو وقومه من ولده بعثه الله عزّ وجلّ إليهم نبيًّا (١). (١: ٣٠٨/ ٣٠٩).

٥١٧ - حدثني الحارث بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه، قال: كان أبو إبراهيم من أهل حران، فأصابته سَنة من السنين، فأتى هُرمز جرد بالأهواز، ومعه امرأته أم إبراهيم، واسمها توتا بنت كرينا بن كوثى، من بني أرفخشد بن سام بن نوح (٢). (٣١٠: ١).


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>